في أعماق النوبة وعلى ضفاف النيل الساحرة، تقع إحدى أشهر القرى السياحية في أسوان، والتي اشتهرت عالميًا بكونها أكبر قرية لتربية التماسيح في مصر.
هذه القرية الفريدة تجمع بين التراث النوبي الأصيل والعادات البيئية المذهلة، حيث أصبحت تربية التماسيح داخل المنازل جزءًا من الثقافة المحلية، وتجربة مثيرة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
تتم تربية التماسيح في أحواض زجاجية أو إسمنتية داخل البيوت، وسط اهتمام بالغ بالسلامة، حيث تُوضع أقفاص حديدية أعلى الأحواض لمنع أي خطر محتمل. وتعيش التماسيح في هذه البيئة شبه الطبيعية بشكل مسالم حتى سن البلوغ، ما يجعل مشاهدتها آمنة وممتعة للسياح.
ما يميز هذه التجربة هو أنها لا تُمارَس لأغراض تجارية فقط، بل تمثل تقليدًا تراثيًا يعكس علاقة أهل النوبة بالحياة البرية، حيث كانت التماسيح جزءًا من حياة الأجداد الذين عرفوا كيفية التعامل معها، واستخدموا جلودها في صناعات تقليدية قديمة.
وقد ساعدت هذه الظاهرة الفريدة على تحقيق شهرة واسعة للقرية كمزار بيئي وثقافي، خاصة خلال الموسم الشتوي، حيث يحرص الزوار على خوض تجربة مشاهدة التماسيح والتقاط الصور التذكارية معها، وسط أجواء نوبية دافئة مليئة بالترحاب والثقافة.
وتدخل التماسيح في القرية في حالة بيات شتوي خلال الأشهر الباردة، حيث يقل نشاطها ولا تتغذى كالمعتاد، بينما في الصيف تُطعم بشكل منتظم، غالبًا على الأسماك.
القرية، التي تقع على بعد حوالي 15 كم من مدينة أسوان، تحوّلت من مجتمع بسيط يمتهن الصيد والتجارة إلى واحدة من أهم القرى الريفية الجاذبة للسياحة في مصر والعالم، بفضل هذه التجربة البيئية الفريدة من نوعها.