أكد الدكتور محمد عثمان، استشاري الإنتاج الحيواني، أن قطاع إنتاج الألبان في مصر يواجه تحديات هيكلية كبيرة، بدءًا من ضعف الإنتاجية المحلية والاعتماد الكبير على الاستيراد، مشددًا على أن بدء أي مشروع مربح يتطلب قطيعًا لا يقل عن 100 بقرة لضمان الجدوى الاقتصادية.

1. تحديات الاكتفاء الذاتي والإنتاجية

وأشار عثمان إلى أن ما يتم تحقيقه محليًا هو "نسب توفير" وليست "اكتفاء ذاتيًا" حقيقيًا، مؤكدًا أن الاكتفاء الذاتي يتطلب سلسلة إنتاج متكاملة محليًا تشمل الذرة والصويا والبرسيم.

وأضاف أن 80% من تكلفة الأبقار اليوم مستوردة، بينما لا يتجاوز المكون المحلي 20%، مشددًا على ضرورة زيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي للمدخلات الزراعية لضمان الاستقرار الاقتصادي.

وكشف عثمان عن فجوة الإنتاج، موضحًا أن متوسط إنتاج البقرة في مصر يبلغ 1.1 طن سنويًا، مقارنة بـ 11 إلى 12 طنًا للبقرة الهولشتاين في الولايات المتحدة, كما أشار إلى فجوة الاستهلاك، حيث يبلغ نصيب الفرد في مصر 62 لترًا سنويًا، وهو نصف المتوسط العالمي البالغ 119 لترًا، متوقعًا انخفاضه إلى 58 لترًا بحلول عام 2030 إذا لم يتم زيادة الإنتاج.

2. عوائق التحسين الوراثي والاستثمار بعيد المدى

أوضح استشاري الإنتاج الحيواني أن التحسين الوراثي يعتمد على معيارين رئيسيين: إنتاج اللبن وعمر الحيوان، مؤكدًا أن الاستثمار في التحسين الوراثي طويل الأمد، حيث تظهر نتائجه بعد أربع إلى خمس سنوات.

وأشار إلى أن أبرز التحديات في مصر تتمثل في غياب قاعدة بيانات موثوقة تشمل التعداد والإنتاجية والحالة الصحية للأبقار، وهي الأساس لأي خطوات تطوير وراثي, كما فند عثمان الاعتقاد السائد بأن الأبقار الأجنبية لا تتكيف مع المناخ المصري، موضحًا أن الحيوانات التي تحصل على الرعاية المناسبة يمكن أن تحقق إنتاجًا يفوق متوسط الإنتاج في البلد المصدر.

3. أسس الإدارة الحديثة و"راحة البقرة"

شدد عثمان على أن المحلب هو العنصر الأساسي في أي مزرعة، وأن مفهوم "راحة البقرة" أصبح علمًا أساسيًا وليس رفاهية، مؤكدًا أن توفير مساحة كافية للحركة والتغذية والتبريد يرفع الإنتاجية ويقلل الإجهاد الحراري الذي قد يخفض إنتاج البقرة بنسبة تصل إلى 30% في الصيف.

وأشار إلى ضرورة تخطيط المحلب على الطاقة القصوى النهائية للمشروع لضمان القدرة على التوسع مستقبلًا، مشيرًا إلى صعوبة تعديل هيكل المحلب مقارنة بالحظائر بعد التنفيذ.