يُعد مركز بدر بمحافظة البحيرة من أبرز المناطق الزراعية التي تشتهر بزراعة محصول الفراولة، حيث تتوافر به الظروف المناخية والتربة المناسبة التي تعزز من جودة وإنتاجية المحصول، وتجعله منافسًا قويًا في الأسواق المحلية والعالمية.
وتبدأ تكلفة زراعة فدان الفراولة من 150 إلى 180 ألف جنيه، وتشمل قيمة الشتلات والمدخلات الزراعية الأساسية. ويحقق الفدان إنتاجية لا تقل عن 20 طنًا، وقد تصل إلى 30 طنًا عند استخدام أصناف عالية الجودة واتباع الممارسات الزراعية السليمة، ما يعكس ربحية هذا المحصول رغم التحديات.
ويُعتبر صنف "السينسيشن" من الأصناف المبكرة في النضج ومرتفعة الإنتاجية، ما يجعله خيارًا مفضلاً لدى كثير من المزارعين. وتحتاج زراعة الفراولة إلى عناية دقيقة، نظرًا لحساسيتها الشديدة لظروف التربة والمناخ، حيث تسبب زيادة معدلات الأمطار الناتجة عن التغيرات المناخية في انتشار أعفان الثمار، مما يدفع الكثير من المزارعين للاتجاه نحو الزراعة المحمية داخل الصوب الزراعية لتقليل الخسائر.
كما أن الأنظمة الحديثة مثل الزراعة شبه المائية (السيمي هيدروبونيك) أثبتت جدارتها من حيث كفاءة الاستخدام والحد من المشكلات البيئية، إلى جانب قدرتها على إنتاج محاصيل ذات جودة عالية صالحة للتصدير. ويتم توريد هذه المحاصيل إلى شركات تصدير تلتزم بالمعايير المطلوبة في الأسواق الدولية، مما يدفع المزارعين لاستخدام المبيدات المصرح بها فقط، والتي تتوافق مع قوائم الدول المستوردة.
ويُعد محصول الفراولة من المحاصيل التصديرية الواعدة، لما تمتلكه مصر من ميزة نسبية في إنتاجه، ما يفتح المجال للتوسع في الأسواق الخارجية. لكن هذا المحصول يتطلب عناية فائقة في مراحل الزراعة والإنتاج والتداول، لضمان تحقيق أعلى عائد ممكن.
وفي هذا السياق، تواصل وزارة الزراعة تطبيق منظومة التكويد والتتبع، التي تهدف إلى زيادة القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية المصرية في الأسواق الدولية، والالتزام بالمعايير العالمية الخاصة بمتبقيات المبيدات، ما يسهم في تعزيز الصادرات الزراعية وزيادة تدفق العملات الأجنبية إلى الاقتصاد الوطني.
كما أكد تقرير رسمي للحجر الزراعي، أن الفراولة تتصدر قائمة الصادرات الزراعية المصرية، وأن المنتجات المصرية باتت تغزو الأسواق الأوروبية والأمريكية، رغم ما تفرضه من مواصفات فنية صارمة، في إطار التزام الدولة بعدم السماح بتصدير أي منتجات غير مطابقة للمواصفات، حفاظًا على سمعة المنتج المصري عالميًا.
