أزمة الكلاب الضالة.. في أول تعليق رسمي له على قرار محافظة القاهرة بإنشاء أول ملجأ مخصص لاستيعاب الكلاب الضالة، أكد الدكتور شهاب الدين عثمان، رئيس جمعية الرفق بالحيوان بالقاهرة، أن الخطوة تُعد «إيجابية جدًا حتى وإن جاءت متأخرة»، موضحًا أن العاصمة عانت لسنوات طويلة من تفاقم أعداد الكلاب الضالة، الأمر الذي تسبب في مشكلات بيئية وصحية وأمنية متلاحقة ومشيرا إلى أن القاهرة وحدها كانت بحاجة ماسة لمثل هذا القرار منذ سنوات، خصوصًا في ظل تضخم أعداد الكلاب على مستوى الجمهورية.

وأوضح الدكتور شهاب لـ«أجري نيوز» أن مصر تُعد من أعلى الدول في العالم من حيث عدد الكلاب الضالة، حيث يتجاوز العدد وفق تقديرات جمعيات الرفق بالحيوان 40 مليون كلب، وهو رقم ضخم يضغط على التوازن البيئي ويزيد من معدلات الشكاوى المتعلقة بالعقر والهجمات المتكررة مضيفًا أن القاهرة الكبرى تحتاج ما لا يقل عن 10 ملاجئ على الأقل لاستيعاب الأعداد الموجودة في الشوارع، مشددًا على ضرورة تعميم التجربة في المحافظات الأخرى وعدم الاكتفاء بملجأ واحد.
الملجأ فقط ليس الحل لـ ازمة الكلاب الضالة
وشدد رئيس جمعية الرفق بالحيوان على أن إنشاء الملجأ يجب أن يتبعه مباشرة برنامج متكامل للتعقيم والعلاج، لأن جمع الكلاب في مكان واحد دون العمل على الحد من تكاثرها لن يؤدي إلى أي نتائج حقيقية موضحًا أن الملجأ يمثل «البداية الصحيحة»، بينما تكمن الخطوة الأهم في وضع خطة واضحة لتقليل أعداد الكلاب بطريقة علمية وإنسانية مع ضمان رعاية صحية مستمرة لها.وأشار شهاب إلى أن الجمعيات المعنية ما زالت تنتظر قرار مجلس الوزراء بشأن آلية التصرف في الكلاب التي لن يتم تبنيها من قِبل الأفراد، مؤكدًا أن هذا الملف يحتاج إلى إطار قانوني وتنظيمي واضح حتى لا يتكرر الجدل الذي يثار كل فترة.

كما وجّه رئيس جمعية الرفق بالحيوان انتقادًا لوزارة الزراعة، موضحًا أنها لم تُنفذ حتى الآن وعدها بتعيين 4000 طبيب بيطري، كان من المفترض تخصيص نصفهم تقريبًا لحل أزمة الكلاب الضالة والإشراف على برامج التعقيم قائلاً: «ما زال على الوزارة دور كبير، ولا يمكن إنجاح أي خطة بدون كوادر بيطرية مدربة ومجهزة».
الكلب المصري يمتلك صفات فريدة
وأكد رئيس جمعية الرفق بالحيوان أن الكلب المصري يمتلك صفات فريدة في مجال الحراسة، وكان يتم تصديره للولايات المتحدة سابقًا، إلا أن «عملاء السبوبة» بحسب وصفه أفسدوا هذه المنظومة عبر نشر شائعات ومعلومات غير دقيقة أضرت بسمعة السلالات المصرية.
ونفى إمكانية تصدير الكلاب إلى دول شرق آسيا، وعلى رأسها الصين، لأن هذه الدول تستخدم الكلاب كغذاء، وهو أمر غير مقبول أخلاقيًا ولا يتوافق مع معايير الرفق بالحيوان.
واختتم الدكتور شهاب حديثه بالتأكيد على أنه رغم أن الإجراءات الحالية قد تبدو غير كافية للبعض، فإن «مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة»، مشددًا على أمله في استكمال الخطة على مستوى الجمهورية وتحسين الوضع تدريجيًا حتى تُحل الأزمة بصورة جذرية.



