قال الشيخ خالد الجندي ، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن فريضة الحج من أعظم الفرائض التي شرعها الله لعباده، وإن فضلها لا يقتصر فقط على من كتب الله لهم زيارة البيت الحرام، بل يشمل من لم يُكتب له السفر أيضًا.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن "من عظمة هذه الشعيرة أن الجميع يُكرم بها، سواء من سافر لأداء النسك أو من لم يسافر"، لافتًا إلى أن من سافر فحجه المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، كما جاء في الحديث الشريف: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
أما من لم يسافر، فأشار الجندي إلى أن "الشرع الشريف لم يحرمه من الأجر، بل جعل له أبوابًا أخرى من العبادة، وهي الذكر والتسبيح والتهليل والتكبير، وهذه عبادة بديلة تُقرّبه من فضل الحجيج وتمنحه أجرًا عظيمًا".
وضرب الجندي مثالًا بحديث النبي ﷺ حين جاءه فقراء الصحابة يشكون أن الأغنياء يسبقونهم في الأجر، فقال لهم: "أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه أدركتم من سبقكم ولم يسبقكم أحد إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ تسبحون دبر كل صلاة 33، وتحمدون 33، وتكبرون 33".
وأوضح أن هذه "العبادة البديلة" تُعد عدلًا إلهيًا ورحمة من الله عز وجل، موضحة: "زي ما الست ليها أحكام في العبادات وقت المانع الشرعي، وربنا بيأجرها وكأنها على طهارة، كذلك الفقير له طريق آخر للعبادة يتساوى به مع الغني".
وتابع: "فضل الله واسع.. والحج ليس فقط رحلة للجسد بل مقام للروح، ومن لم يصل للكعبة بجسده، يمكن أن يصل بقلبه وذكره وطاعته، والله لا يُضيع أجر من أحسن عملًا".