أوضح الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي وخبير الإرشاد الأكاديمي، أن اختيار الكلية يجب أن يكون مبنيًا أولًا على قدرة الطالب الحقيقية على الدراسة في هذا المجال، لا على المجموع وحده.
وأضاف، خلال حوارمع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاربعاء: "قد يحصل الطالب على مجموع مرتفع يؤهله للالتحاق بكلية مرموقة مثل الطب أو الفنون الجميلة، ولكن السؤال الأهم: هل هو فعلاً قادر على الدراسة بها؟ هل يملك المهارات الذهنية أو الإبداعية أو النفسية التي تؤهله للنجاح والتفوق في هذا التخصص؟".
وأكد "شوقي" أن القدرات تُعد معيارًا جوهريًا يتفوق في الأهمية على المجموع، لا سيما في الكليات التي تعتمد على الموهبة، مثل الفنون الجميلة أو التربية الفنية أو الموسيقية، حيث يُشترط اجتياز اختبارات قدرات قبل القبول، وهو ما يعكس أولوية الكفاءة والملاءمة الأكاديمية وليس فقط الدرجات.
وأشار إلى ضرورة الابتعاد عن الكليات التي تشهد وفرة ضخمة في أعداد الخريجين سنويًا، مثل كليات التجارة أو الحقوق، خاصة في ظل محدودية فرص العمل المرتبطة بها.
ولفت إلى أن هذا التوجه تحركت نحوه الدولة بالفعل، بتوجيهات واضحة من القيادة السياسية لتقليص أعداد المقبولين في هذه الكليات لصالح التخصصات العلمية والتكنولوجية المطلوبة في سوق العمل.
كما دعا "شوقي" إلى التمييز بين الكليات التي تتضمن نفس التخصصات ولكن باختلاف القيمة الأكاديمية أو فرص التوظيف. فمثلاً، قسم اللغة الإنجليزية يوجد في كليات الآداب والتربية والألسن، لكن عند التقدم لسوق العمل تُفضل الجهات الخريج من الألسن بسبب التخصص العميق، وهنا ينبغي على الطالب أن يُراعي مكانة الكلية نفسها، لا مجرد التخصص.
وشدد الخبير الأكاديمي على أن من أفضل معايير الاختيار أن يركز الطالب على الكليات التي: تلائم قدراته وميوله الحقيقية، تكون مطلوبة في سوق العمل، وتمنحه فرصة للتميز والتفوق داخلها.
ونصح: "اختر الكلية التي تستطيع أن تبدع فيها، لا التي يراها المجتمع أكثر وجاهة، لأن النجاح الحقيقي ليس في اسم الكلية، بل في مدى توافقها مع قدراتك، ومدى قدرتك على الاستمرار والتألق في مسيرتك الدراسية والمهنية بعد التخرج".