يُعد النحل الفرعوني من أقدم السلالات المعروفة والمستأنسة في العالم، حيث تشير النقوش التاريخية إلى أن المصريين القدماء مارسوا تربية النحل منذ أكثر من سبعة آلاف عام، بدءًا من إنشاء الخلايا وحتى إنتاج العسل، لاستخداماته الغذائية والطبية المتعددة.
ويتميّز هذا النوع من النحل بقدرات فريدة جعلته يتفوق على معظم السلالات الأخرى، من أبرزها ارتفاع معدل النشاط، وانخفاض نسبة الفاقد من الخلايا، ما يعزز من إنتاجيته وكفاءته.
من أبرز الصفات الجينية التي يتمتع بها النحل الفرعوني، قدرته العالية على مقاومة الأمراض، ما يجعله محط اهتمام من قبل الباحثين، خاصة في أوروبا، الذين يسعون لنقل هذه الجينات إلى سلالاتهم المحلية لتعزيز مناعتها.
كما يمتلك هذا النحل سلوكًا فريدًا يُعرف بـ"التنظيف الذاتي"، حيث يستطيع التعرف على الأفراد أو الحضنة المصابة داخل الخلية، والعمل على التخلص منها بسرعة، ما يقلل من انتشار العدوى ويحافظ على صحة الخلية.
ويتميز النحل الفرعوني أيضًا بقدرته على تجاوز فصل الشتاء بأقل عدد ممكن من الأفراد، ما يساهم في استدامة القطيع وسهولة إعادة التكاثر. ويُعزى هذا الأداء القوي إلى التنوع الجيني الواسع داخل السلالة، مما يمنحها مرونة وتكيفًا عالٍ في مواجهة التحديات البيئية.
تتجه الجهود إلى حماية هذه السلالة الفريدة من الانقراض، باعتبارها ثروة وراثية ذات قيمة كبيرة، وأساسًا لعدد كبير من السلالات المنتشرة حول العالم اليوم.
