مع قدوم فصل الشتاء، تبدأ وتزداد فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا في الظهور بشكل متكرر، مما يؤثر على نشاطات الأشخاص اليومية، وذلك نتيجة انخفاض درجات الحرارة وضعف المناعة، حيث تنتشر فرص الإصابة بعدوى فيروسات الجهاز التنفسي في ظل الطقس البارد، مما يتطلب تعزيز الجسم وإمداده بالكميات الموصي بها من فيتامين ج (Vitamin C).

وقد أثبتت الدراسات الطبية أن فيتامين ج ومضادات الأكسدة (Antioxidants) تقلل من مدة وشدة أعراض نزلات البرد وتقوي جهاز المناعة وتساعد الجسم على مقاومة العدوى. وتقدم لنا الطبيعة حلولًا بسيطة وفعالة، ومنه تناول الفواكه الموسمية الشتوية التي تحتوي على عناصر غذائية تجمع بين فيتامينات قوية، ألياف، ومستويات عالية من فيتامين ج ومضادات أكسدة تعزز مناعة الجسم وتساعد على مكافحة نزلات البرد والإنفلونزا وتقوية المناعة وتساعد الجسم على التعافي أسرع.

أهم الفواكه الشتوية وفوائدها الصحية:
البرتقال والحمضيات:

البرتقال من فواكه فصل الشتاء الحمضية الغنية جدًّا بالعناصر الغذائية المهمة مثل فيتامين ج، والألياف، والسيلينيوم، وحمض الفوليك (Folic acid)، وبيتا كاروتين (Beta carotene)، والفوسفور، والمغنسيوم، والصوديوم، والزنك. تحتوي البرتقالة الواحدة على ما يقرب من 82 مجم من فيتامين ج، وينصح بتناول الفاكهة الكاملة بدلا من تناول عصير البرتقال فقط، لأن العصير يحتوي على سكر مضاف ويزيل بعض العناصر الغذائية الرئيسية مثل الألياف. يمكن أيضًا تناول الليمون والجريب فروت واليوسفى، حيث تحتوي جميعها على نسب عالية من الفيتامينات التي تعزز صحة الجهاز التنفسي وتقوي المناعة. تمتاز ثمرة الجريب فروت باحتوائها على فيتامين ج الذي يساعد على تعزيز المناعة، زيادة سرعة التئام الجروح، تقوية العظام، المحافظة على شباب البشرة، وذلك بسبب احتواءه على فيتامين أ، من الممكن تناول الجريب فروت مع القليل من السكر للتقليل من حموضته.

الرمان:

الرمان من الفواكه التي تتميز بخصائصها المضادة للأكسدة، بفضل احتوائه على الأنثوسيانين (Anthocyanin)، وهو نوع من المركبات التي تساعد في محاربة الإلتهابات وتقوية جهاز المناعة.
كما يحتوى أيضا على البوليفينولات (Polyphenols) المضادة للأكسدة التي تجارب الجذور الحرة (Free radicles)، فالرمان يحتوي على 3 أضعاف مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر، كما يحتوى الرمان على الألياف والبوتاسيوم، والحديد وفيتامينات متعددة مضاد للأكسدة، ومنها فيتامين ج، فيتامين أ (Vitamin A) وفيتامين ه (Vitamin E). ويوفر كوب واحد من الرمان حوالى 7 جرام من الألياف و17 مجم من فيتامين ج، كما يحتوي الرمان على فيتامين ك (Vitamin K)، ويوفر الكوب الواحد 28.7 ميكروجرام، ويساهم فيتامين ك في تخثر الدم ويعزز صحة العظام في الجسم، كما أنه معروف بخصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للميكروبات (Antimicrobial)، والتي يمكن أن تعزز بكتيريا الأمعاء الجيدة والمعروفة باسم البروبيوتيك. على الرغم من أن الرمان من فواكه فصل الشتاء المفيدة إلا أنه يحتوي على نسبة عالية من السكريات، لذا يجب الحذر وعدم الإكثار منه؛ لتجنب إرتفاع السكر في الدم.

التفاح:

التفاح من الفواكه الغنية بالفيتامين ج، وألياف البكتين (Pectin) التي تساعد على تعزيز صحة الجهاز الهضمي، مما يسهم بشكل غير مباشر في تحسين القدرة على مقاومة العدوى، كما يحتوى التفاح على مضادات الأكسدة التي تساعد على تحسين وظائف الجهاز المناعي، ويحتوي أيضا على نسب بسيطة من سكريات الفركتوز (Fructose) والسكروز (Sucrose) والجلوكوز (Glucose)، كما أنه يحتوي على نسب هائلة من الكربوهيدرات المفيدة للجسم، وأيضًا يحتوي على حمض الكلوروجينيك (Chlorogenic acid) ومكونات نباتية قوية مضادة للأكسدة. بالإضافة إلى أن التفاح يحتوي على مركبات طبيعية مضادة للبكتيريا والفيروسات، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمحاربة نزلات البرد. كما يحتوي التفاح على مادة البوليفينول (Polyphenol) التي تساعد على الحماية من الأشعة الفوق بنفسجية والعدوى الميكروبية.

الجوافة:

تتفوق الجوافة على الحمضيات في محتواها من فيتامين ج ومضادات الأكسدة والألياف، مما يدعم خلايا المناعة ويساعد على تقليل مدة أعراض البرد. كما أن غلي أوراقها يعالج السعال ويخفف من أعراض نزلات البرد، يمكن لتناول ثمرة واحدة من الجوافة إمداد الجسم بأكثر من 250% من الكمية اليومية الموصي بها من فيتامين ج، حيث يوجد بها فيتامين ج بنسبة تفوق الإحتياج اليومي3  مرات.

الكمثرى:

الكمثرى من الفواكه الشتوية الغنية بالبوتاسيوم والنحاس والحديد، والمعادن التي تعمل على تحسين الحالة الصحية للقلب، وأيضًا تعزيز المناعة، وعلاج الكوليسترول، وتسهيل تقلص العضلات. توفر ثمرة كمثرى واحدة حوالي 5.58 جرامًا من الألياف الغذائية، مما يجعلها مصدرًا جيدًا للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، تقوية جهاز المناعة لأنها تشجع البكتيريا الجيدة على الازدهار، وكلما زادت الألياف التي يتم تناولها، كلما زادت عدد الخلايا المناعية، وتعمل على تهدئة السعال ودعم الجهاز التنفسي.

الأناناس:

الأناناس من الفواكه الغنية بفيتامين ج والمغنيسيوم، التي تعمل على تعزيز المناعة وتقليل التهابات الجسم وتحسين عملية الهضم، والمساعدة في التخفيف من أعراض البرد، كما أنه يحتوي على فيتامينات تعمل على التحكم في مستوى السكر في الدم. الأناناس غني أيضا بإنزيم البروميلين (Bromelain enzyme)، الذي يساعد في تخفيف الاحتقان الأنفي والتهاب الحلق، وهي من الأعراض الشائعة في نزلات البرد، كما أثبتت الدراسات الطبية فوائد الأناناس في علاج الربو التحسسي، لوجود مركب البروميلين الذي يقلل من تضيق القصبات.

الكيوى:

يعتبر الكيوي من أكثر الفواكه غنى بفيتامين ج، كم يحتوى الكيوي على الألياف القابلة للذوبان والماغنيسيوم والبوتاسيوم، والنحاس، والحديد، والفسفور، مما يساعد في تقوية المناعة وتخفيف الالتهابات وذلك بفضل خصائصه المعززة للمناعة، ويمكن للكيوي أن يقلل من شدة الأعراض ويسرع عملية التعافي من نزلات البرد.

تحتوي ثمرة الكيوي الواحدة على 56 مجم من فيتامين ج، مما يجعلها مصدرًا ممتازًا له، كما يعد الكيوي مصدرًا ممتازًا لفيتامين ك، حيث تحتوى ثمرة واحدة منه على 30.2 ميكروجرام، مع العلم أن تناول ثمرتين من الكيوي يمنح الجسم حوالي 120 ملجم من فيتامين ج، وهو أعلى من القيمة اليومية الموصي بها من الفيتامين يوميا. كما تحتوي ثمرة الكيوي على فيتامين أ وفيتامين هـ اللذان يساعدان في التقليل من علامات تقدم السن.

الفراولة:

الفراولة من فواكه فصل الشتاء المفيدة في تعزيز المناعة والمحافظة على نقاء البشرة. وتقدم الفروالة مزيجاً من فيتامين ج والمنجنيز، كما تساعد على تعزيز إنتاج الكولاجين (Collagen)، وتحافظ على الترطيب، وقد تُسهم في تقليل احتمالات نزلات البرد عند دمجها مع نمط حياة متوازن.

الكاكا:

الكاكا مصدر جيد لفيتامين أ، حيث تحتوي ثمرة واحدة على 138 ميكروجرام، مع العلم أن فيتامين أ، يعزز وظيفة المناعة ويساعد على حماية الجسم من الأمراض المعدية، كما إنه مهم لمناعة الغشاء المخاطي في الحلق والرئتين.

الموز:

يعتبر الموز مصدر جيد للبوتاسيوم، فهو يساهم في التحكم لضربات القلب، وتقلص العضلات، بالإضافة إلى أنه يحتوي على دوبامين (Dopamine) وهو من مضادات الأكسدة المفيدة.

وفى النهاية نذكر ان الفواكه الشتوية ليست مجرد غذاء لذيذ، بل هي خط دفاع طبيعي ضد نزلات البرد والإنفلونزا. إدراجها في نظامك الغذائي اليومي يساعدك على الحفاظ على صحتك ونشاطك طوال فصل الشتاء، ويمنحك الطاقة لمواجهة برودة الطقس.

وأخيرا ينبغي التنويه بأن الفواكه، كنوز غذائية تزخر بالفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة التي تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الجسم ودعم مناعته، ولذلك يفضل التنويع في تناول أفضل الفواكه الشتوية بصفة دورية لإمداد الجسم باحتياجاته من فيتامين ج والألياف، وللوقاية من الأنيميا أيضا، مع مراعاة تناول الفواكه طازجة بثمارها الكاملة دون عصرها.