أ
أ
في ظاهرة فريدة من نوعها، تشتهر جزيرة تاشيروجيما، الواقعة في محافظة مياجي جنوب اليابان، بلقب "جزيرة القطط", فعدد القطط فيها يتجاوز عدد البشر بكثير، مما يجعلها قبلة لعشاق هذه المخلوقات الأليفة وملاذًا حقيقيًا لها.
قصة حياة القطط ورعاية خاصة
تتمتع قطط تاشيروجيما بحياة استثنائية، وتحظى برعاية فائقة من سكان الجزيرة الذين يعتبرونها مصدر بركة, بدأت قصة هذه القطط خلال عصر إيدو (1600-1686)، عندما تم جلب حوالي 200 قطة برية لمكافحة الفئران التي كانت تهدد ديدان القز، وهي مصدر حيوي لإنتاج الحرير آنذاك.ومع تحول الصيد إلى المهنة الرئيسية لسكان الجزيرة، استفادت القطط بشكل كبير من وفرة الأسماك، مما ضمن لها تغذية جيدة ومكنها من التكاثر والازدهار, يحرص السكان المحليون اليوم على تنظيم تغذية القطط عبر محطات تغذية مخصصة، ويُطلب من الزوار الامتناع عن إطعامها الوجبات الخفيفة، وذلك لضمان نظام غذائي صحي ومستمر لها، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" وموقع "إنديا تايمز".

أزمة ديموغرافية تهدد "جزيرة القطط"
رغم الازدهار الكبير في أعداد القطط، تواجه الجزيرة أزمة ديموغرافية حادة, فبعد أن كان عدد سكانها يقارب 900 نسمة بعد الحرب العالمية الثانية، انخفض العدد تدريجيًا ليصل إلى 80 شخصًا، وذلك مع انتقال كبار السن إلى البر الرئيسي وترك قططهم وراءهم, بحلول عام 2017، لم يتبق سوى 13 شخصًا، واليوم، لا يعيش في الجزيرة سوى أربعة سكان فقط, هذا التناقص المستمر في عدد السكان يثير تساؤلات حول مستقبل هذه الجزيرة الفريدة.
ضريح ميوري وتجربة الزوار
تضم الجزيرة ضريح ميوري، الذي أُقيم تكريمًا لقطة قُتلت عن طريق الخطأ بسقوط الصخور، مما يعكس مدى تقدير السكان للقطط, يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة المزيد من القطط هناك, ورغم بساطة الجزيرة وغياب الفنادق والمقاهي الفاخرة، إلا أنها توفر خيارات إقامة ومقاهي بسيطة ومناسبة للزوار الباحثين عن تجربة فريدة وهادئة بصحبة القطط."جزيرة القطط" تقدم لمحة فريدة عن التعايش بين الإنسان والحيوان، وتثير التساؤلات حول كيفية الحفاظ على هذه التوازن البيئي والثقافي في ظل التحديات الديموغرافية.