أكدت الدكتورة رنا صدقي، الباحثة بقسم الإرشاد في مديرية الطب البيطري بسوهاج، أن الحمى القلاعية تُعد من أخطر الأمراض الفيروسية التي تهدد الثروة الحيوانية، نظرًا لسهولة انتقالها وسرعة انتشارها بين القطعان، ما يجعل السيطرة عليها تحديًا بيطريًا واقتصاديًا كبيرًا.
وأوضحت "صدقي" أن الفيروس المسبب للمرض يُعرف باسم "أفثو"، وينتمي إلى عائلة بيكورنافيريداي، مشيرة إلى وجود سبعة أنماط مصلية للفيروس هي: A، O، C، SAT1، SAT2، SAT3، وAsia1.
وأضافت أن النمط المصلي C لم يُسجل عالميًا منذ عام 2004، ما يشير إلى احتمالية اختفائه أو ندرته على مستوى العالم.
وأكدت أن اللقاح الخاص بالحمى القلاعية ليس موحدًا، حيث يحتاج كل نمط مصلي إلى تطعيم محدد لتوفير مناعة فعالة، مشيرة إلى أن التنوع الجيني الكبير للفيروس يقلل من فاعلية اللقاحات التقليدية ويستلزم تحديثها دوريًا لمواكبة التحورات الفيروسية.
وحول آلية العدوى، أوضحت أن الفيروس يخترق خلايا الحيوان ويجبرها على إنتاج آلاف النسخ منه، مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة الحيوية وانتشار الفيروس سريعًا داخل الجسم، مؤكدة أن التدخل المبكر هو العامل الحاسم في الحد من خطورته.
وشددت "صدقي" على أهمية الإنذار المبكر والمراقبة البيطرية داخل الأسواق والمزارع، مشيرة إلى أن منظمة WOAH كانت أول جهة دولية تُدرج الحمى القلاعية ضمن قائمتها الرسمية للأمراض التي يمكن للدول الحصول على اعتراف دولي بخلوها منها.
وأضافت أن المرض لا يمثل تهديدًا صحيًا فقط، بل هو كارثة اقتصادية تضرب قطاع الإنتاج الحيواني، لما يسببه من خسائر فادحة في إنتاج اللحوم والألبان، لافتة إلى أن مكافحة المرض تتطلب خطة متكاملة تشمل:
التطعيم الدوري للماشية
المراقبة المستمرة للقطعان
تقييد حركة الحيوانات بين المحافظات
تطبيق الحجر البيطري
ذبح الحيوانات المصابة
وفي بعض الحالات، قد يتم تدمير المزارع المصابة بالكامل للحد من انتشار العدوى.
واختتمت الدكتورة رنا صدقي تصريحها بالتأكيد على ضرورة رفع الوعي المجتمعي والبيطري بخطورة المرض، وتعزيز دور الإرشاد البيطري في الريف، مشيرة إلى أن الحمى القلاعية ستظل تحديًا مستمرًا يتطلب توازنًا بين الوقاية السريعة والاستجابة العلمية لحماية الثروة الحيوانية والأمن الغذائي في مصر.