على الرغم من انتمائهما لنفس عائلة الطيور المائية وتشابههما في بعض الخصائص، مثل الأقدام المكففة التي تساعدهما على السباحة، إلا أن البجع والإوز يمتلكان اختلافات جوهرية وواضحة تميز كل نوع عن الآخر، سواء في المظهر، أو الموطن، أو حتى في السلوكيات.
يُعد الحجم أول وأبرز الفروقات المرئية بين الطائرين؛ فالبجع هو أكبر الطيور المائية حجمًا، حيث يمكن أن يصل وزنه إلى حوالي 15 كجم، بينما لا يتجاوز وزن الوزة 7 كجم على الأكثر. يختلف الطائران أيضاً في لون الريش وشكل الرقبة، فالبجع يمتلك عادةً ريشًا أبيض كاملاً، وقد يكون أسود في حالات نادرة، في حين يمتاز الأوز بلونه الأسود، أو الرمادي، أو البني، مع وجود ريش أبيض في منطقة البطن أو الذيل فقط. كما يتميز البجع بعنقه الطويل الذي يأخذ شكل حرف "S"، على عكس عنق الإوز القصير والمستقيم.
تختلف أماكن تواجد الطائرين، ففي حين يمكن العثور على البجع في جميع أنحاء العالم، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، يقتصر وجود الأوز على نصف الكرة الشمالي فقط، في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا. ومن حيث السلوك، يميل البجع إلى البقاء في المسطحات المائية بشكل أكبر، بينما يمزج الأوز موطنه بين الماء واليابسة.
وفيما يخص التكاثر، يتشابه الطائران في ميلهما للتزاوج مدى الحياة، إلا أن البجع يبني أعشاشًا أكبر حجمًا، وقد يضع ما يصل إلى 10 بيضات بألوان مختلفة، في حين تضع الإوزة حوالي 6 بيضات بيضاء اللون مرة واحدة في السنة. وتختلف فترة حياة كل منهما أيضاً، إذ يعيش البجع بين 20 إلى 30 عامًا، بينما يمتد عمر الأوز من 10 إلى 24 عاماً.
تتعدد الفروقات الأخرى لتشمل سرعة الطيران، حيث تصل سرعة الأوز إلى حوالي 64 كم في الساعة، في حين تبلغ سرعة البجع حوالي 35.5 كم في الساعة. كما يتميز البجع بوجود "أسنان" صغيرة وخشنة في منقاره تساعده في اصطياد الكائنات المائية، وهو ما يفتقده الأوز. وفيما يتعلق بالتغذية، يعد البجع نباتياً بشكل شبه كامل، أما الإوز فيتغذى بشكل أساسي على النباتات الخضراء، ولكنه قد يأكل أحياناً الحشرات والأسماك الصغيرة.
يمكن القول إن البجع والإوز، رغم انتمائهما لنفس الفصيلة، يظهران اختلافات جوهرية في الحجم، واللون، وشكل الجسم، والموطن. فبينما يتميز البجع بضخامته وعنقه الطويل، يتميز الأوز بتنوعه الكبير وانتشاره الواسع في نصف الكرة الشمالي، مما يجعل لكل منهما سماته الفريدة التي تميزه عن الآخر.