قال الشيخ أحمد البهي، إمام وخطيب مسجد الإمام علي بن زين العابدين، إن من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وأكد عليها القرآن والسنة خلق الشهامة، مشيرًا إلى أنها ليست مجرد تصرف اجتماعي أو عادة موروثة، بل خلق إيماني رفيع، وعد الله أهله بالأجر والثواب، وجعلها طريقًا إلى رحمته وجنته.
وأوضح إمام وخطيب مسجد الإمام علي بن زين العابدين، عبر قناة الناس، اليوم الاثنين، أن الشهامة تعني علو الهمة، والكرم، والمروءة، والنخوة، وهي من الأخلاق التي تحبب الناس في صاحبها، وتجعله قريبًا من قلوبهم، بل ومن أحباب الله، مضيفا: "الشهامة رغم أنها كلمة عربية، إلا أن المصريين استأثروا بها في وصف الطيبين من الناس، وهي خلق نبيل له جذور قرآنية وسُنّية، بل وتجليات في سيرة النبي ﷺ وأهل بيته الطاهرين."
وتابع: "في سورة القصص، نرى مثالًا حيًا على الشهامة في قصة سيدنا موسى عليه السلام، حين سقى للفتاتين دون طلب منهما، ودون انتظار مقابل، رغم ما كان فيه من شدة وغربة، هذا تصرف شهامة خالصة لوجه الله، ودرس في النبل والرجولة والنجدة."
وأشار إلى أن الأعمال التي تتعلق بنفع الناس وإنقاذهم لها ثواب عظيم، يفوق كثيرًا من العبادات، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ عن الرجل الذي دخل الجنة لأنه سقى كلبًا عطشان، وآخر دخلها لأنه أزال غصن شوك عن طريق الناس، مؤكدًا أن: "الراحمون يرحمهم الرحمن... ومن رحم الناس رحمه الله."
وأكد أن سيرة أهل بيت النبي ﷺ كانت ولا تزال مصدرًا وحيًا لكل معاني المروءة والشهامة، ناقلًا عن الإمام علي عليه السلام قوله: "ازرعوا الخير في أهله وفي غير أهله، فإن وقع في أهله فهم أهله، وإن وقع في غير أهله فأنتم أهله."