أ
أ
تسببت الحالة الصحية للفنانة هدى المفتي موجة كبيرة من التعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تبين أنها خضعت لعملية
جراحية دقيقة لاستئصال جزء من الأمعاء، إثر إصابتها بانسداد حاد في الجهاز الهضمي.
وأدت العملية التي استدعت تدخلًا
عاجلًا من الفريق الطبي، إلى فقدان الفنانة وزنا ملحوظا خلال فترة قصيرة، الأمر
الذي أثار تساؤلات الجمهور حول طبيعة هذا النوع من الجراحات وتأثيرها المباشر على
الجسم والوزن.
ما هو استئصال المعدة أو
الأمعاء؟
وفي هذا
السياق أوضحت الدكتورة شيماء خفاجي، استشاري التغذية العلاجية، في تصريحاتها لـ«اجري نيوز»، أن استئصال المعدة أو الأمعاء
هو إجراء جراحي يتم فيه إزالة جزء من الجهاز الهضمي لأسباب متعددة، مثل انسداد
الأمعاء، أو وجود أورام، أو التهابات مزمنة، تقول «خفاجي»، إن هذه الجراحة تُعتبر
من أدق وأصعب العمليات الهضمية، لأنها لا تؤثر فقط على المسار التشريحي للطعام
داخل الجسم، بل تغير أيضا آلية الامتصاص والهضم، ما ينعكس مباشرة على الوزن وحالة
المريض الصحية.
لماذا يفقد المريض الوزن
بعد الجراحة؟
تشير
الدكتورة شيماء خفاجي إلى أن فقدان الوزن بعد هذه العمليات أمر طبيعي ومتوقع،
ويحدث لأسباب متعددة، منها:انخفاض كمية الطعام المتناولة: بعد استئصال جزء من المعدة أو الأمعاء، تقل سعة الجهاز الهضمي، فيشعر المريض بالشبع بسرعة، ويتناول كميات أقل من المعتاد.
تراجع امتصاص المغذيات: بعض الأجزاء التي تزال تكون مسؤولة عن امتصاص الفيتامينات والعناصر الغذائية، وبالتالي تقل قدرة الجسم على الاستفادة من الطعام.
تغيرات في الهرمونات الهضمية: الجراحة قد تؤثر في الهرمونات المنظمة للشهية، مثل «الغرلين» و«اللبتين»، مما يساهم في كبح الجوع وفقدان الوزن.
فترة النقاهة: خلال الأسابيع الأولى بعد العملية، يعاني المريض من ضعف الشهية وصعوبة في تناول الطعام الصلب، وهو ما يؤدي إلى انخفاض الوزن السريع.
مخاطر فقدان الوزن غير المتوازن
تحذر
الدكتورة شيماء خفاجي من أن فقدان الوزن الزائد بعد العملية لا يكون دائمًا علامة
إيجابية، إذ قد يشير في بعض الحالات إلى سوء تغذية أو فقدان كتلة عضلية، وتوضح أن
الجسم في هذه المرحلة يكون في حالة ضعف عام، ويحتاج إلى تغذية مدروسة تضمن حصوله
على ما يكفي من البروتين والطاقة والفيتامينات.كما تضيف أن فقدان العناصر المهمة مثل الحديد، وفيتامين B12، والكالسيوم قد يؤدي إلى أعراض مزمنة مثل التعب، والأنيميا، وتساقط الشعر، وهشاشة العظام إن لم تتم المتابعة الدقيقة.

التغذية العلاجية بعد الجراحة
النجاح
الحقيقي لأي عملية استئصال لا يتوقف عند نجاح الجراحة فقط، بل في مرحلة ما بعد
العملية.فالمريض يحتاج إلى خطة تغذية علاجية متكاملة تشمل:
وجبات صغيرة ومتكررة بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة.
زيادة نسبة البروتين في النظام الغذائي للحفاظ على الكتلة العضلية.
شرب كميات كافية من الماء والسوائل على مدار اليوم لتجنب الجفاف.
تجنب الأطعمة صعبة الهضم مثل المقليات، والسكريات العالية، والمشروبات الغازية.
تناول مكملات غذائية يحددها الطبيب لتعويض نقص الفيتامينات والمعادن.
كما تشير إلى أن المريض يحتاج إلى متابعة شهرية في البداية، لإجراء تحاليل دورية تحدد مدى امتصاص الجسم للعناصر الغذائية، وضبط النظام الغذائي وفقًا للحالة.
كيف يمكن الحفاظ على
الوزن الصحي بعد العملية؟
تشدد «خفاجي» على أن الهدف ليس فقط فقدان الوزن، بل
الحفاظ على وزن مستقر وصحي بعد التعافي.وتنصح المرضى باتباع الإرشادات التالية:
تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا لتسهيل الهضم.
الابتعاد عن العادات الغذائية القديمة التي سبقت الجراحة، مثل الأكل الزائد أو السريع.
الاعتماد على البروتينات الخفيفة كالدجاج والسمك والبقوليات.
ممارسة نشاط بدني بسيط بعد إذن الطبيب لتحفيز الدورة الدموية ومنع ضمور العضلات.
عدم إهمال الوجبات حتى لو كانت صغيرة الحجم، لأن الجسم يحتاج إلى طاقة مستمرة للشفاء.




