أكدت الدكتورة شيماء طلخان، استشاري العلاقات الأسرية، أن التغيرات المجتمعية المتسارعة وانتشار السوشيال ميديا أثرت بشكل كبير على طبيعة العلاقات الزوجية، مشيرة إلى أن كثيرًا من الزيجات الحديثة تفشل بسبب التوقعات غير الواقعية التي يكوّنها الطرفان قبل الزواج.
وقالت استشاري العلاقات الأسرية، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "زمان كانت البيوت أكثر استقرارًا حتى مع وجود بعض المنغصات، وكان الأهل بيتحملوا عشان خاطر الأولاد والأسرة، أما دلوقتي، بقى في صورة فيك لحياة مثالية بيرسمها السوشيال ميديا وبيصدقها الناس، وده سبب كبير في انهيار العلاقات".
وأوضحت أن مقارنة الحياة الواقعية بتلك الصور المثالية التي تُعرض على الإنترنت تؤدي إلى الإحباط والاكتئاب، قائلة: "السوشيال ميديا بتعرض حياة غير حقيقية، فيديوهات معمولة بسيناريوهات وتمثيل مش واقعي، لما الشباب يتفرجوا على ده، بيصدقوا إن دي الحياة الطبيعية، وده مش بس بيصدمهم وقت الجواز، لكن بيخليهم كمان يقارنوا حياتهم طوال الوقت بحياة الآخرين".
وأضافت: "النهارده بنت وولد قبل الجواز بيتخيلوا حياة كلها سفر وهدايا ومفاجآت، وده طبعًا خيال مش واقع، لما يبدأوا يشوفوا الحياة الحقيقة – الشغل، المسؤوليات، المصاريف – بيحصل صدمة، وده بيؤدي لفجوة كبيرة".
وتابعت: "دراسات كتير أثبتت إن حوالي 70% من العلاقات اللي بتفشل بيكون السبب فيها هو التوقعات المبالغ فيها، وده بسبب صورة غير واقعية للحب والزواج سواء من السوشيال ميديا أو من الأفلام، أو حتى من تجارب الطفولة اللي شافوا فيها خلافات أو انفصال بين الأهل".
وأكدت أن التفاهم هو أساس أي علاقة ناجحة، قائلة: "قالوا زمان جملة عظيمة: مش مهم تحبيني، المهم تفهميني، ودي جملة حقيقية جدًا، الحب هو الروح، لكن التفاهم هو الجسد، والروح ما تقدرش تعيش من غير جسد، لازم يكون فيه عمود فقري للحياة، وهو التفاهم وتحمل المسؤولية، وبعدها نحط الروح – الحب والمودة".