قال الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الإنسان يحمل بداخله قوة غيبية تحفظه من الوقوع في الزلل، مشيرًا إلى أن العلماء أطلقوا على هذه القوة اسم "الفطرة" أو "الضمير"، وهو بمثابة الرقيب الداخلي الذي يأمر وينهى ويحذر صاحبه من السقوط في الخطأ، ومنه نقل الشائعات.
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن "الضمير كالبيت الذي لا يجوز أن يدخله أحد إلا بإذن، فإذا تسلل إليه خلق مذموم وقت غفلة، فإنه يختبئ في زواياه، ويبدأ في إعادة صياغة توجهات الإنسان نحو الفساد والقبح والشر دون أن يشعر"، مؤكدًا أن حماية الضمير تكون بالتحصين الدائم بالأخلاق الحسنة ومراجعة النفس باستمرار.
وأضاف: "القوة الفكرية لدى الإنسان مثل جهاز التصفية الذي يميز بين الغث والسمين، وبين الخير والشر، وبين الحق والباطل، ومن هنا تأتي أهمية أن تُفعّل ضميرك لحظة أن تسمع أو تقرأ أو تشاهد شيئًا، فلابد من الغربلة والتصفية قبل النشر أو المشاركة مع الآخرين".
وشدد الجندي على ضرورة الحذر من الحماس والاندفاع في نقل الأخبار، حتى لو كانت صادقة في ظاهرها، لأنها قد تؤدي إلى مآلات لا تحمد عقباها، وقد تثير فتنة أو تفرق بين الناس، قائلاً: "ليس كل خبر حقيقي يصلح للنشر، فالحكمة تقتضي أن تنظر إلى ما بعد الكلمة، ماذا سيحدث بعدها؟".
وتابع: "الوعي الحقيقي يعني أن تتريث وتتثبت، كما أمرنا الله: 'فتبينوا' و'فتثبتوا'، فلا تكن مجرد ناقل للشائعات، بل كن صاحب وعي وبصيرة، تحمي نفسك ومجتمعك من الفتن والفساد، ولا تفتح بيت ضميرك لكل داخل دون إذن أو حساب".