قالت الدكتورة إيمان أبو قُورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الشريعة الإسلامية من رحمتها وواقعيتها أنها راعت أصحاب الأعذار والمرضى، وشرعت لهم أحكامًا خاصة تخفف عنهم الحرج والمشقة، وتُمكِّنهم من أداء الصلاة بشكل مجزئ ومقبول عند الله عز وجل، رغم ما يعانون من مرض أو ضعف أو مشقة.
وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، عن أحكام صلاة أصحاب الأعذار، أن أصحاب الأعذار هم كل من أصيب بعذر دائم أو مؤقت يمنعه من أداء بعض أركان الصلاة أو سننها على وجهها المعتاد، كأن يتعذر عليه القيام أو الركوع أو السجود أو الطهارة بالماء أو نحو ذلك.
وأوضحت أن هؤلاء يدخلون تحت رخصة "أداء الصلاة بحسب الاستطاعة"، لقوله ﷺ في حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، حين اشتكى من مرض البواسير، فقال له النبي ﷺ: "صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب" [رواه البخاري]، وفي رواية عند النسائي: "فإن لم تستطع فمستلقيا"، مما يدل على مرونة التشريع وتكيفه مع حال المكلف.
وشددت الدكتورة إيمان على أن الصلاة لا تسقط عن المسلم بأي حالٍ من الأحوال ما دام عقله حاضرًا ويُدرك فرضيتها، لأن العقل مناط التكليف. وقالت: "ما دام الإنسان يُعقِل الصلاة ويفهم أنها فرض، فإنه مُطالب بأدائها، لكن ليس على هيئة واحدة ثابتة، بل بما يطيقه من الهيئات التي لا تلحق به ضررًا أو مشقة غير محتملة".
وأكدت أن الشريعة لم تجعل هيئة واحدة ثابتة لأداء الصلاة في حال المرض، بل جعلت الأمر مفتوحًا حسب حال المريض، فالذي لا يستطيع القيام يصلي قاعدًا، والذي لا يستطيع القعود يصلي على جنب، والذي لا يستطيع الحركة يمكنه الصلاة إيماءً بعينيه أو قلبه إن تعذر عليه كل شيء، حتى يُجزئه ذلك بإذن الله.
وأكدت على أن من محاسن الشريعة الإسلامية أنها واقعية وعملية، تراعي أحوال الناس وظروفهم، وتُيسّر عليهم الطاعة دون تفريط أو إفراط، مؤكدة أن كل مريض أو صاحب عذر يُصلي بالطريقة التي تخفف عنه وتتناسب مع حالته، دون أن يشعر بالحرج أو التقصير، فالله تعالى يقول: "يُريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر".