تعد مدينة نبروة التابعة لمحافظة الدقهلية، واحدة من أشهر المدن المصرية في مجال صناعة الفسيخ، حتى أصبحت تُعرف شعبيًا باسم "عاصمة الفسيخ"، نظرًا لارتباط اسمها بهذه المهنة التي تحولت من نشاط محدود إلى صناعة محلية كبرى لها سمعة على مستوى الجمهورية.
صناعة الفسيخ في نبروة ليست وليدة اليوم، بل هي مهنة متوارثة عبر أجيال، حيث عرفها الأهالي منذ عشرات السنين، وارتبطت بالعادات الشعبية المصرية في الأعياد، وخاصة عيد شم النسيم، الذي لا يكتمل عند الكثيرين إلا بتناول الفسيخ كوجبة أساسية.
أسرار الجودة والشهرة
يؤكد كبار الصيادين والتجار أن صناعة الفسيخ في نبروة تعود لعقود طويلة، اعتمد فيها الأهالي على السمك البوري بشكل أساسي، لكونه الأنسب للتمليح، مع اتباع طرق تقليدية دقيقة في التجفيف والحفظ. هذه الخبرة المتوارثة صنعت سمعة الفسيخ النبروهي الذي أصبح علامة تجارية بحد ذاته.
جودة تفرض نفسها
يشير التجار إلى أن سر تميز فسيخ نبروة يكمن في:
اختيار أفضل الأسماك من مصادر موثوقة.
اعتماد طرق طبيعية في التمليح بعيدًا عن المواد الضارة.
خبرة العمال في تحديد نسب الملح وفترات التخزين المثالية.
هذه العوامل جعلت المستهلك يثق في المنتج ويقبل على شرائه حتى لو ارتفع سعره مقارنة بمناطق أخرى.
أهمية اقتصادية
صناعة الفسيخ أصبحت ركيزة اقتصادية لأهالي نبروة، حيث:
توفر آلاف فرص العمل في التمليح والبيع والتوزيع.
تساهم في تنشيط التجارة الداخلية، خاصة في المواسم.
جعلت المدينة مقصدًا للتجار قبل الأعياد لشراء كميات كبيرة.
رغم ظهور مناطق أخرى تحاول منافسة نبروة في صناعة الفسيخ، فإنها ما زالت تحافظ على مكانتها الأولى بفضل جودة المنتج وسمعتها المتراكمة، ما جعل المستهلك يميز بسهولة بين فسيخ نبروة وغيره.
الفسيخ .. بين التراث والحاضر
لم تعد صناعة الفسيخ مجرد عادة قديمة في نبروة، بل تحولت إلى هوية شعبية وتراثية، ارتبطت بالمدينة وأهلها، وأصبحت مصدر فخر للأهالي، وعلامة مميزة تُذكر اسم نبروة كلما ذُكر الفسيخ في مصر.