تعتبر ميت غمر المركز الرئيسي لإنتاج الألومنيوم في مصر، حيث تنتج أكثر من 70% من إجمالي الإنتاج الوطني. ولحل مشاكل التلوث والأزمات الناتجة عن المصانع داخل المناطق السكنية، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2022 المنطقة الاستثمارية بميت غمر، وهي أول منطقة متخصصة في الصناعات المعدنية والهندسية لدعم المشروعات المتوسطة والكبيرة.
تتميز المدينة أيضًا بتاريخ مالي مميز،حيث أنشئ فيها بنك ادخار ميت غمر عام 1963 على يد الدكتور أحمد النجار، كأول نموذج للصيرفة الإسلامية في العالم الحديث، واعتمد على نظام المشاركة في الأرباح والخسائر بدلًا من الفائدة، ما جعلها أول مدينة تحتضن مؤسسة مالية إسلامية بالكامل.
وعلى صعيد البنية التحتية، تضم ميت غمر صومعة قمح بسعة 120 ألف طن منذ 2018 لتعزيز المخزون الاستراتيجي وتحقيق الأمن الغذائي. كما تحتوي المدينة على مصانع متنوعة تشمل الطوب الطفلي، الملابس، الزجاج، الأثاث، وعلف الدواجن والحيوانات، ما يعكس تنوع اقتصادها الصناعي والزراعي.
- معنى اسم "ميت غمر"
اسم المدينة يتكون من جزئين: "ميت" والتي يُرجّح أنها تحريف لمصطلح عربي قديم "مُنية" بمعنى "منزل أنيق"، و"غمر" التي تشير إلى الغمر أو الفيضان، دلالة على تأثر المنطقة بمياه النيل خلال مواسم الفيضان.
- التاريخ القديم
مدينة ميت غمر من القرى القديمة في دلتا النيل، وذكرت في أعمال الإدريسي وابن مماتي وابن الجيعان. استقر فيها قبائل عربية مثل لخم وجذام وبنو شاور، وانتشرت الإقطاعات الملكية، ومن أبرز مالكي الأراضي ست الملك بنت الخليفة العزيز بالله.
- العصر المملوكي
كانت ميت غمر جزءًا من أعمال الشرقية وتمتعت بمكانة لدى أمراء المماليك، شهدت اضطرابات عام 1458م، واستقر فيها عدد من الأولياء والمريدين، وما زالت بعض الأضرحة التاريخية قائمة حتى اليوم.
- العصر العثماني
ضمّها العثمانيون إلى ولاية الدقهلية، وازدهرت كواحدة من المراكز التجارية النيلية، وتتميز بصناعة الحدادة والصاغة، كما ذكرت المصادر كثرة المدارس والمساجد والأسواق فيها. تعرضت لحريق كبير أعيدت بعده إلى البناء مرة أخرى.
- الحملة الفرنسية
قاومت ميت غمر الاحتلال الفرنسي عام 1799 بقيادة مصطفى بك أمير الحج، واستولى الأهالي على السفن الفرنسية، فقام الفرنسيون بتدمير المدينة وإنشاء حاميات عسكرية وقلعة على ساحل النيل.
-عهد الملكية
أصبحت ميت غمر مركزًا إداريًا رسميًا في القرن التاسع عشر، وشهدت نهضة صناعية وتعليمية في عهد محمد علي باشا، بما في ذلك إنشاء مصانع غزل القطن والنيلة والمدارس، وتوافد الجاليات الأجنبية مع نهاية القرن التاسع عشر.
-الحريق الكبير
تعرضت المدينة لحريق هائل عام 1902 أودى بحياة آلاف السكان ودمر ممتلكاتهم، وأُعيد بناؤها بمساعدة الجمعية الخيرية الإسلامية والإمام محمد عبده، وألهم الحادث شعراء مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم.
- الاحتلال البريطاني
قاومت ميت غمر الاحتلال البريطاني، خاصة خطوط السكك الحديدية، وشاركت في ثورات 1919 و1935، وأسست سلطنة مؤقتة بقيادة السلطان أحمد بك عبده، لتظل رمزًا للمقاومة الشعبية في دلتا النيل.
- العصر الحديث
شهدت المدينة نهضة صناعية حديثة بعد عام 1958 بإنشاء شركات الغزل، وضُمّت إليها قرية دقادوس عام 1968 وهى بلد الشيخ المرحوم محمد متولى الشعراوى . كما شهدت احتجاجات واسعة خلال ثورة 25 يناير 2011 ومظاهرات ضد جماعة الإخوان المسلمين في 2013، ما يعكس استمرار دورها السياسي والاجتماعي البارز.
شاهد فيلم وثائقى عن مدينة ميت غمر