أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر الشريف، أن القرآن الكريم يحمل مخارج وحلولًا لكل ما يتعرض له الإنسان من أذى أو مكائد، مستشهدًا بما ورد في قصة سيدنا يوسف عليه السلام وما تضمّنته من معانٍ عظيمة في مواجهة كيد البشر.
وأوضح تمام، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس اليوم الاثنين، أن سيدنا يعقوب علّم ابنه يوسف منذ بداية القصة قاعدة ذهبية حين قال له: «لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا»، مشيرًا إلى أن كلمة «فيكيدوا لك» تحمل سرًا بلاغيًا عجيبًا لأنها تعني أن الكيد نفسه سيصبح في مصلحة يوسف لا ضده.
وبيّن تمام أن الكيد هو التخطيط السري للإيذاء، وأن الإنسان قد يُفاجأ بالضرر ممن حوله دون أن يدري، لكن القرآن يعلّم المؤمن ألا يخاف من مكائد الناس ما دام متعلقًا بالله تعالى. وأضاف أن ما جرى مع يوسف من إلقائه في الجب وبيعه كان في ظاهره أذى، لكنه في الحقيقة كان بابًا للتمكين، بدليل قوله تعالى: «وكذلك مكّنّا ليوسف في الأرض».
وأشار تمام إلى أن صبر سيدنا يعقوب كان نموذجًا للصبر الجميل الذي لا ضجر فيه، إذ ظل يقول: «إني لأجد ريح يوسف» رغم مرور السنين وإنكار أبنائه، حتى جاء الجبر في النهاية واجتمع بأبنائه وتحققت البشارة.
كما أوضح أن سيدنا يوسف بعد أن نال الملك ورأى تمام حكمة الله قال: «رب قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث… توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين»، مؤكدًا أن غاية الأنبياء كانت دائمًا حسن الخاتمة لا الملك ولا السلطان.
وأكد على أن قصص القرآن ليست مجرد روايات، بل منهج حياة يعلّم الإنسان الثبات والتعامل مع الأذى والابتلاء، مؤكدًا أن نهاية الصبر دائمًا الجبر، وأن ما يخططه الناس للضرر قد يقلبه الله لصالح المؤمن كما فعل مع يوسف عليه السلام.



