أجابت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول حكم منع الزوج لزوجته من الذهاب إلى الطبيب، مؤكدة أن الأصل في ذلك هو رعاية الضوابط الشرعية، وأن من واجب الزوج أن يتيح لزوجته حق التداوي والعلاج بما يحفظ كرامتها وصحتها ولا يوقعها في ضرر.
وأوضحت أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوارها مع الإعلامية سالي سالم ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن الزوج إذا كان يرفض ذهاب زوجته إلى طبيب رجل، فعليه أن يوفر لها طبيبة بديلة بنفس الكفاءة، لتتحقق مصلحة التداوي دون مخالفة للضوابط الشرعية.
وأضافت الدكتورة زينب أن بعض السيدات قد يشعرن بارتياح نفسي خاص تجاه طبيب معين، لاعتبارات تتعلق بالأمان أو الخبرة أو التعود الأسري، موضحة أن هذا الارتياح النفسي ليس أمراً ثانوياً، بل له أثر مباشر على الحالة الجسدية والفسيولوجية للمريضة.
وأكدت أن الجانب النفسي من الضروريات التي يجب مراعاتها، لأن الخوف أو التوتر الزائد قد يؤثر على الضغط ونبضات القلب وسير العلاج بشكل عام، ولهذا فإن الحاجة تُنزَّل منزلة الضرورة، فإذا لم يتحقق الاطمئنان إلا مع طبيب محدد، جاز للمرأة الذهاب إليه، بشرط الالتزام الكامل بالآداب والضوابط الشرعية في التعامل.
وقالت إن الإسلام دين رحمة وتوازن، لا يغلّب جانب المنع على حساب المصلحة، مؤكدة أن المعيار هو الضرورة والاحترام والضابط الشرعي، لا مجرد العادات أو الانفعالات، لأن مقاصد الشريعة تقوم على رفع الحرج وتحقيق مصلحة الإنسان.



