يُعد مرض اللفحة المتأخرة (Late Blight) أحد أخطر الأمراض النباتية التي تهدد الإنتاج الزراعي العالمي، حيث يمكن أن تتسبب في خسارة تصل إلى نصف المحصول في المزارع التجارية. وتكمن خطورة المرض في أنه ينتج عن مجموعة متنوعة من الفطريات والبكتيريا التي تتطلب تحديداً دقيقاً لمعالجتها بفعالية.

ما هو مرض اللفحة الورقية وتأثيره؟

يشير مصطلح "اللفحة الورقية" (Leaf Blight) إلى مجموعة من الأعراض الشائعة التي تصيب أنواعاً متعددة من النباتات والمحاصيل. يتميز المرض بـ:

الأعراض الشائعة: تحول الأوراق إلى اللون البني وجفافها.
التأثير: يقلل الجفاف من القدرة على التمثيل الضوئي، مما يؤدي إلى تراجع النمو، وإعاقة تطور النبات، وزيادة التعرض لتعفن الجذور، وفي النهاية تقليل كبير في الغلة وجودة البذور.

الانتشار: يتفاقم المرض بسرعة في الظروف المثالية، مما قد يؤدي إلى وباء يدمر القدرات التمثيلية الضوئية للنبات.

الظروف البيئية المثالية لانتشار المرض

تفضل مسببات أمراض اللفحة الورقية، سواء كانت فطرية أو بكتيرية، الظروف الدافئة والرطبة:
الرطوبة: رطوبة نسبية تزيد عن 80%.

درجات الحرارة: تتراوح بين 28 إلى 30 درجة مئوية (

تنتشر الجراثيم والكائنات المسببة للمرض بسهولة عبر الرياح، والمياه، والحشرات، وأدوات الزراعة.
استراتيجيات متقدمة لإدارة ومكافحة اللفحة
تتطلب السيطرة على اللفحة المتأخرة خطة عمل متكاملة تجمع بين الممارسات الزراعية الجيدة والحلول التكنولوجية:

-الممارسات الزراعية الوقائية:

تشخيص العامل الممرض: يجب أولاً تحديد العامل الممرض الدقيق (البكتيري أو الفطري) لوضع استراتيجية الإدارة المناسبة.

جودة المدخلات: استخدام بذور خالية من مسببات الأمراض.

تناوب المحاصيل: يعتبر تناوب المحاصيل لكسر دورة حياة المرض أمراً حيوياً، ويوصى بفترات دورة تتراوح بين 2 إلى 5 سنوات حسب نوع المحصول (على سبيل المثال، 3-4 سنوات للقمح وفول الصويا).

إدارة الري: تجنب الإفراط في الري واستخدام تقنيات الري التي تتجنب بلل الأوراق المطول، مثل تقنية الري بالتنقيط، لتقليل الرطوبة السطحية.

2المكافحة الكيميائية الموجهة:

مبيدات الفطريات: يجب تطبيق مبيدات الفطريات مبكراً قبل انتشار المرض (غالباً عند عتبة حدوث
التناوب: يجب تدوير مبيدات الفطريات ذات المكونات النشطة المختلفة (مثل كلوروثالونيل، مانكوزيب، آزوكسيستروبين) لمنع تطوير مقاومة لدى مسببات الأمراض.

التكنولوجيا الرقمية والمراقبة:

منصات المراقبة الرقمية: يمكن لهذه المنصات تبسيط تتبع الظروف الميدانية وتقديم تنبيهات مبكرة بمخاطر الأمراض بناءً على توقعات الطقس وبيانات المحاصيل.

الاستكشاف الموجه: باستخدام بيانات الأقمار الصناعية ومؤشرات الغطاء النباتي (مثل NDVI)، يمكن للمزارعين تحديد المنطقة المحددة التي يظهر فيها المرض بدلاً من البحث العشوائي، مما يقلل التكاليف ويسرع الاستجابة.

تُظهر البيانات أن مسببات الأمراض المختلفة تستهدف نباتات معينة (مثل Alternaria solani و Phytophthora infestans في البطاطس)، مما يؤكد أهمية الإدارة المستهدفة لكل محصول على حدة.