استعرض الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، جهود الوزراة في تعزيز وتحديث الخدمات الإرشادية للمزارعين.
جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الثاني والثلاثون للاقتصاديين الزراعيين، والذي نظمته الجمعية المصرية للاقتصاد الزراعي، تحت عنوان: "اقتصاديات التكنولوجيات الحديثة في الزراعة المصرية"، وبرئاسة الدكتور سعد نصار، استاذ الاقتصاد الزراعي، ومحافظ الفيوم الاسبق، ورئيس مجلس إدارة جمعية الاقتصاديين الزراعيين .
وأشار رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، إلى أن الوزارة ومن خلال قطاع الإرشاد الزراعي تسعى إلى بناء نظام إرشادي متكامل ومرن، يقوم على الدمج الذكي بين أدوات الإرشاد التقليدي الفعّالة ومنصات الإرشاد الرقمي الحديثة، في ضوء توجيهات وتكليفات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.
وأوضح ان هذه الرؤية تهدف إلى ضمان وصول المعرفة والتوصيات الفنية بشكل دقيق وسريع إلى جميع المزارعين، بمختلف فئاتهم وظروفهم، لتحقيق تنمية زراعية مستدامة ورفع مستوى الإنتاجية بما يعزز الأمن الغذائي.
واضاف عزوز ان النظام الإرشادي الزراعي في مصر يرتكز على ثلاثة أعمدة أساسية هي: التنسيق الفعال بين جميع الجهات المعنية، وإقامة شراكات استراتيجية مع المراكز البحثية والجهات الدولية، ووضع احتياجات المزارع في صلب العملية الإرشادية، مشيرا إلى ان هذا النظام يجمع بين أدوات الإرشاد التقليدي والرقمي لضمان وصول المعلومات بفاعلية إلى جميع المزارعين.
وقال رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، ان الإرشاد التقليدي، يعد محورا حيويا لبناء الثقة والتواصل المباشر، خاصة في المناطق النائية، حيث تشمل جهوده إقامة الحقول والمدارس الإرشادية لتدريب المزارعين، وتنظيم الأنشطة الميدانية مثل أيام الحصاد والجولات الميدانية الدورية للمرشدين الزراعيين، بالإضافة إلى المشاركة في الحملات القومية للمحاصيل الاستراتيجية، وأوضح انه تم تشغيل المراكز الإرشادية ضمن مبادرة "حياة كريمة" لتكون نقاط خدمة شاملة لنقل الابتكارات، وتنمية قدرات المزارعين، ودعم ريادة الأعمال الصغيرة.
وأكد عزوز ان مركز البحوث الزراعية، يعد هو الشريك العلمي الرئيسي الذي يزود قطاع الإرشاد بالتوصيات الفنية والأصناف الجديدة والحلول المتطورة، كما يشارك باحثوه بشكل مباشر في الأنشطة الإرشادية والتدريب لضمان نقل التكنولوجيا من المعمل إلى الحقل، لافتا إلى ان جهود التحول الرقمي تهدف أيضا إلى توسيع نطاق الوصول للخدمات الإرشادية عبر تطوير المحتوى المرئي والمسموع على قنوات ومنصات متخصصة، وإطلاق تطبيقات إلكترونية تقدم استشارات مخصصة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل الفوري مع المزارعين.
وأكد رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، على أهمية الدور الذي تقدمه الهيئات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، وبرنامج الغذاء العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، لدعم الجهود الإرشادية بشكل كبير، سواءً في الجانب التقليدي أو الرقمي، من خلال بناء القدرات وتمويل المشروعات التنموية، وتقديم الدعم الفني، وتنفيذ الأنشطة الإرشادية المختلقة.
واضاف أنه في مجال الإرشاد البيطري ايضا، فقد عملت الهيئة العامة للخدمات البيطرية على تعزيز الوعي وحماية الثروة الحيوانية عبر تكثيف الندوات والحملات الميدانية التي تتناول الأمراض المشتركة والوقاية منها، بالإضافة إلى تنظيم القوافل البيطرية المتكاملة للوصول إلى المناطق النائية.
وأشار رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، إلى ان هذا النهج المتكامل، يساهم في زيادة إنتاجية المحاصيل ووعي المزارعين بالزراعة المستدامة، لافتا إلى أهمية إنشاء منصة وطنية موحدة تجمع كل الأدوات التقليدية والرقمية، وتكون بمثابة نافذة واحدة يتعامل من خلالها المزارع للحصول على جميع الخدمات الاستشارية والتسويقية، فضلا عن الاستفادة من تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات مخصصة واستباقية للمزارعين.
وشدد على أهمية الجهود التي تقوم بها الوزارة لتعزيز دور المراكز الإرشادية في قرى "حياة كريمة" وتحويلها إلى مراكز شاملة لنقل التكنولوجيا وبناء القدرات، بهدف تمكين صغار المزارعين والشباب من خلال تدريبهم على التقنيات الحديثة واستخدام الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على ريادة الأعمال الزراعية، مشيرا إلى ان هذا الجهد يتكامل مع الاستثمار في البحث والتطوير لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التغيرات المناخية وندرة المياه، بالإضافة إلى تطوير الإرشاد البيئي والبيطري لتعزيز الاستدامة وحماية الموارد الطبيعية والثروة الحيوانية.