في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع الزراعي المصري، وتراجع جدوى المحاصيل التقليدية من حيث العائد والطلب، بدأ المزارعون يبحثون عن بدائل اقتصادية أكثر استدامة وربحية.

ومن بين هذه البدائل، يبرز الزعتر كـ  ذهب أخضر يُعيد الأمل للكثير من أصحاب الحيازات الصغيرة والكبيرة على حد سواء.

فهو ليس فقط نباتًا عطريًا يستخدم في الطهي، بل يُعد محصولًا طبيًا وصناعيًا عالي القيمة، قادرًا على تحقيق عائد يصل إلى 120 ألف جنيه للفدان، مع احتياجات منخفضة من المياه والأسمدة، مما يجعله خيارًا استثماريًا مثاليًا في ظل ظروف المناخ والتربة الحالية في مصر.

لماذا الزعتر

الزعتر لا يتطلب مصروفات عالية في الخدمة أو التسميد، وتحمله الكبير لدرجات الحرارة العالية والجفاف والبرودة يجعله مثاليًا للزراعة في الأراضي القاسية.

الطلب على الزعتر في ارتفاع مستمر بالأسواق المحلية والخارجية، ويُستخدم في الصناعات الطبية والتجميلية والغذائية.
تنتج الفدان الواحد حوالي 3 أطنان جافة، ويصل سعر الطن إلى 50 ألف جنيه، ما يعني أن المزارع قد يحقق عائدًا من 100 إلى 120 ألف جنيه، بتكلفة منخفضة نسبيًا.

التربة والزراعة

الأنسب: الأراضي الطينية الصفراء جيدة الصرف، كما يمكن زراعته في الأراضي الجديدة بشرط أن لا تتجاوز ملوحتها 2500 جزء/مليون.
توقيت الزراعة: تُزرع أفضل في أكتوبر–نوفمبر، وللعروة الصيفية في مارس.
التقاوي وطرق الزراعة: يحتاج الفدان إلى 150–200 جم من البذور لإعداد مشتل 20×50 م، ينتج 25–30 ألف شتلة تكفي للفدان. يزرع على خطوط (12 خط/قصبتين) بمسافة 25 سم، ويُفضل نظام المصاطب وري التنقيط في الأراضي الجديدة.

الري والتسميد

الري: أول ري بعد 3 أيام من الشتل. في الأراضي القديمة: كل 15–18 يوم في الشتاء، و10–12 يوم في الصيف. أما الأراضي الجديدة: كل يومين شتاءً، يوميًّا صيفًا.
التسميد
قبل الزراعة: 20 م³ سماد بلدي (أو 4 طن كمبوست)، 300 كجم سوبر فوسفات، 100 كجم كبريت زراعي.
بعد الشتل: سلفات نشادر بكمية 200 كجم (على دفعتين) + 100 كجم بعد كل حشة. ثم 50 كجم سلفات بوتاسيوم + 10 كجم حمض فوسفوريك بعد 25 يوم.
رُش عناصر صغرى (حديد، زنك، منجنيز، نحاس، بورون) عند 25 و45 يومًا.

الإنتاج والعائد

السنة الأولى: حشتان (مايو وسبتمبر) ينتج الفدان نحو 20–25 طن أخضر  3 أطنان جافة.
من السنة الثانية: يمكن حصد حتى 3 مرات في العام، ما يرفع العائد وربحية الزراعة.

الزعتر، الذي قد يبدو “محصولًا مغفولًا عنه”، يقدم نفسه كخيار ذكي للمزارعين الباحثين عن الربحية وقلة التكلفة. يجمع بين مقاومة الأحوال الصعبة، والسوق المتزايد، والعائد الجذاب، ليُعد فرصًا حقيقية تستحق الاستكشاف والتشجيع.