الجمعة، 18 ربيع الثاني 1447 ، 10 أكتوبر 2025

المياه الجوفية: كنز باطني يواجه الاستنزاف والتلوث وسط سباق على الاستدامة المائية

546836529_1285181916952307_7916860357049975787_n (1)
المياه الجوفية
أ أ
techno seeds
techno seeds
في ظل تزايد الطلب على الموارد المائية وتغيرات المناخ، برزت المياه الجوفية كمصدر حيوي واستراتيجي يؤمّن احتياجات الشرب، الزراعة، والصناعة في العديد من المناطق حول العالم، بما فيها الدول العربية.

هذا المورد الطبيعي، الذي يتجمع ويتخزن في باطن الأرض داخل الفراغات والمسام بين طبقات الصخور والتربة، بات محور اهتمام الباحثين والسلطات المعنية بالموارد المائية.

أنواع المياه الجوفية

تنقسم المياه الجوفية إلى عدة أنواع بحسب عمقها وطبيعة تواجدها:
المياه الجوفية الضحلة: تقع على أعماق قريبة من السطح، ويسهل استخراجها باستخدام الآبار التقليدية.
المياه الجوفية العميقة: توجد في أعماق كبيرة، وتتطلب تقنيات حديثة ومتطورة للحفر والضخ.
المياه الجوفية المحصورة (الارتوازية): محصورة بين طبقتين غير منفذتين من الصخور، وغالبًا ما تخرج تلقائيًا عند حفر بئر، بسبب الضغط الطبيعي.

مصادر التجدد

تتجدد المياه الجوفية بفضل تسرب مياه الأمطار وذوبان الثلوج، بالإضافة إلى تسرب مياه الأنهار والبحيرات، فضلاً عن المياه المعادة من أنظمة الري والسدود.
الأهمية الاستراتيجية
تُعتبر المياه الجوفية مصدرًا رئيسيًا لمياه الشرب، كما تلعب دورًا كبيرًا في الري الزراعي، وتُستخدم في الصناعة وفي إنتاج الطاقة الحرارية الجوفية، خاصة في المناطق الغنية بالينابيع الحارة.

دورة تشكّل المياه الجوفية

لفهم كيفية تشكل هذه المياه وتجددها، تمر العملية بعدة مراحل:
التسرب (Infiltration): حيث تتغلغل مياه الأمطار أو ذوبان الثلوج في التربة.
الترشيح (Percolation): المياه تتسرب بين المسامات حتى تصل إلى طبقات مشبعة.
التجمع في خزان جوفي (Aquifère): حيث تُخزن المياه في طبقات منفذة مثل الرمل والحصى، أو بين طبقتين عازلتين.
الحركة الجوفية: تتحرك المياه ببطء من مناطق التغذية إلى مناطق التصريف كالبحيرات والأنهار.
التصريف الطبيعي: على شكل ينابيع أو عيون مائية.
الاستخراج البشري: يتم من خلال آبار تقليدية أو عميقة.

أنواع الخزانات الجوفية

الخزان غير المحصور: يقع مباشرة تحت السطح، يتأثر بمعدلات الأمطار والجفاف، ويحتاج إلى ضخ ميكانيكي.
الخزان المحصور (الارتوازي): يقع بين طبقتين غير منفذتين، ويحتوي على ماء تحت ضغط، يمكن أن يتدفق تلقائيًا عند حفر بئر.

تحديات ومخاطر

ورغم أهميتها، تواجه المياه الجوفية عدة مخاطر، أبرزها:
الاستنزاف المفرط الذي يؤدي إلى انخفاض منسوب المياه بشكل مقلق.
التلوث الناتج عن استخدام الأسمدة والمواد الكيميائية في الزراعة.
الملوحة، خصوصًا في المناطق الساحلية، حيث تتسرب مياه البحر إلى الخزانات الجوفية.
دعوة للحفاظ على هذا المورد الحيوي
في ظل هذه التحديات، تدعو الهيئات البيئية والمائية إلى ترشيد استهلاك المياه الجوفية، وتكثيف الجهود لمراقبة جودتها ومنسوبها، والعمل على تعزيز تقنيات إعادة التغذية الاصطناعية وضمان استدامتها للأجيال القادمة.

اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة