تواصل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي جهودها نحو التوسع في الرقعة الزراعية من خلال تنفيذ مشروعات استصلاح الأراضي في المناطق الصحراوية.

ويأتي في مقدمة هذه المشروعات الاستراتيجية، مشروع حصر وتصنيف الأراضي المحيطة ببحيرات توشكى، تمهيدًا لاستصلاح نحو 320 ألف فدان جنوب واحة باريس.

يعد هذا المشروع إحدى الخطوات المهمة لدعم خطة الدولة لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز التنمية المستدامة في القطاع الزراعي.

جهود وزارة الزراعة في توشكى حصر وتصنيف الأراضي الصحراوية

ضمن إطار التعاون مع جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، قام مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة بتكثيف العمل على مشروع تصنيف أراضي بحيرات توشكى. يهدف المشروع إلى تقييم صلاحية الأراضي للزراعة وتحديد أفضل التراكيب المحصولية، إلى جانب تحديد أنسب طرق استغلال الموارد المائية المتوفرة في تلك المنطقة، بما يضمن تحقيق أقصى استفادة من إمكانيات الأرض والمياه.

تقييم صلاحية 320 ألف فدان جنوب واحة باريس

أوضح الدكتور حسام شوقي، رئيس مركز بحوث الصحراء، أن الدراسات التمهيدية للمشروع قد بدأت بالفعل.
ويقود الفريق البحثي الدكتور طاهر مصطفى، حيث تُركز الدراسات على تحليل خصائص التربة، وتحديد المحاصيل المناسبة للمناخ الصحراوي، مع مراعاة الظروف البيئية والتحديات المائية. الهدف من هذه الدراسات هو ضمان نجاح عملية الاستصلاح الزراعي وتحقيق نتائج إنتاجية مستقرة على المدى الطويل.

التوسع الزراعي الأفقي: دعم استراتيجي للزراعة في مصر

يأتي مشروع استصلاح الأراضي في توشكى كجزء من خطة مركز بحوث الصحراء لدعم التوسع الزراعي الأفقي في مصر. ويُعد هذا التوسع خطوة أساسية لتخفيف الضغط على الأراضي الزراعية القديمة في الدلتا ووادي النيل، وتوفير فرص عمل جديدة في المناطق الصحراوية، بما يسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان المحليين.

مشروعات قومية لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة

تعمل الدولة حاليًا على تنفيذ عدد من المشروعات القومية الكبرى في مجال الزراعة، من بينها مشروع "توشكى الخير"، ومشروع "مستقبل مصر الزراعي"، بالإضافة إلى "مشروع الدلتا الجديدة"، الذي يُعد أكبر مشروع استصلاح زراعي في تاريخ مصر الحديث. هذه المشروعات ترتكز على تطبيق نظم الري الحديث، وزراعة المحاصيل الاستراتيجية، وتعزيز قدرات الدولة في مجال الإنتاج الزراعي المحلي.

أهمية مشروعات الاستصلاح في دعم الأمن الغذائي

تسهم مشروعات استصلاح الأراضي بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد. من خلال استغلال الموارد الطبيعية غير المستغلة، مثل الأراضي الصحراوية ومياه بحيرات توشكى، تعمل الدولة على توفير المحاصيل الأساسية للأسواق المحلية، مثل القمح والنخيل، والتي تمثل حجر الزاوية في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق استقرار السوق الزراعي المصري.