مخلفات قصب السكر.. تحظى الدولة باهتمام متزايد بملف الاستفادة من المخلفات الزراعية، في إطار خططها لتحقيق التنمية المستدامة وتقليل الأثر البيئي للأنشطة الزراعية، وتأتي مخلفات قصب السكر في مقدمة هذه الملفات، نظرًا للكميات الضخمة التي تنتج عنها سنويًا نتيجة التوسع في زراعة القصب بمختلف المحافظات.

إنتاج ضخم ومخلفات متنوعة

تنتج مصر كميات كبيرة من مخلفات قصب السكر، بالتزامن مع الزيادة الملحوظة في المساحات المزروعة بالمحصول، خاصة في محافظات الصعيد، وعلى رأسها المنيا وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان، حيث تتركز زراعة القصب بشكل أساسي ، وتتنوع هذه المخلفات ما بين أوراق خضراء وأخرى جافة، إذ تُستخدم الأوراق الخضراء في تغذية الحيوانات، بينما يتم في بعض الأحيان حرق الأوراق الجافة، وهو ما يسبب أضرارًا بيئية كبيرة نتيجة تصاعد الأدخنة والانبعاثات الضارة.

صناعات قائمة على مخلفات القصب

تلعب مخلفات قصب السكر دورًا مهمًا في دعم عدد من الصناعات الحيوية، من أبرزها:

إنتاج الطاقة الحيوية داخل مصانع السكر، حيث يُستخدم الباجاس في توليد البخار والكهرباء اللازمة للتشغيل.

صناعة الورق والكرتون، باعتبار الباجاس مادة خام بديلة للأخشاب.

صناعة الألواح الخشبية المضغوطة، التي تدخل في الأثاث ومواد البناء كبدائل صديقة للبيئة للأخشاب الطبيعية.

إنتاج الأسمدة العضوية، التي تسهم في تحسين خصائص التربة وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيماوية، بما يدعم الزراعة المستدامة ويحافظ على البيئة.

فرص مستقبلية واعدة

وأشار تقرير صادر عن وزارة الزراعة إلى وجود فرص كبيرة لتعظيم الاستفادة من مخلفات قصب السكر من خلال إدخال تقنيات حديثة لتحويلها إلى منتجات ذات قيمة مضافة أعلى، مثل الوقود الحيوي، والإيثانول، وبعض الصناعات الكيميائية، إلى جانب المواد القابلة للتحلل.

مردود اقتصادي وبيئي

وأكد التقرير أن التوسع في استغلال مخلفات القصب يسهم في تقليل التلوث البيئي الناتج عن الحرق، ويوفر فرص عمل جديدة في المناطق الريفية، بما يؤدي إلى زيادة دخل المزارعين، فضلًا عن تقليل الاعتماد على المواد الخام المستوردة، ودعم الاقتصاد الوطني في إطار رؤية شاملة للتنمية الزراعية المستدامة.