في قلب محافظة الغربية، وتحديدًا في قرية شنراق، تتحرك عجلة إنتاج الزبيب بشكل متواصل،
حيث تحولت القرية إلى مركز رئيسي لصناعة الزبيب في مصر.
تضم القرية نحو 75 مصنعًا
يعمل بها الآلاف من السكان من القرية والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى عمالة من
محافظات أخرى، مما جعل صناعة الزبيب مصدر رزق رئيسي للعديد من الأسر ومصدر فخر
للمنتج المصري الذي ينافس في الأسواق العالمية.
بدأت
صناعة الزبيب في هذه المنطقة منذ أكثر من 40 عامًا، حينما كانت مصر تعتمد على
استيراد الزبيب من دول مثل إيران وسوريا واليمن. ومن هنا جاءت فكرة تطوير صناعة
الزبيب محليًا باستخدام العنب المزروع في القرية، الذي يشتهر بجودته العالية.
مع
مرور الوقت، تم تحديث المعدات وطرق التصنيع، مما أدى إلى تحسين جودة الزبيب المصري
ورفع قدرته التنافسية في الأسواق الدولية.
تمر
عملية تصنيع الزبيب بعدة مراحل تبدأ بجني العنب في شهري يونيو ويوليو، ثم التجفيف
في الشمس، يليه الغسيل والفرز والتعبئة.
تستخدم بعض المصانع عمليات التبخير
بالكبريت الزراعي لضمان جودة المنتج، ثم يتم تصنيفه وفرزه باستخدام معدات حديثة،
مما يضمن نظافة وجودة الزبيب قبل بيعه محليًا وتصديره إلى الخارج.
اليوم،
تلعب صناعة الزبيب دورًا اقتصاديًا مهمًا في القرية، حيث يعمل بها معظم سكانها بما
في ذلك الطلاب الذين يشاركون في موسم التجفيف خلال الصيف.
وفي السنوات الأخيرة، تم
تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزبيب في السوق المحلية مع تصدير كميات كبيرة إلى الدول
العربية والأوروبية، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير العملة الصعبة.
تساهم
زراعة العنب في مركز السنطة بشكل كبير في إنتاج العنب وتحويله إلى زبيب بجودة
عالية، حيث يغطي الإنتاج المحلي كامل احتياجات السوق ويُصدر الفائض لدول عدة.
ومع
التوسع في زراعة العنب، خاصة عبر مشروع المليون ونصف فدان، توسعت المصانع وبدأت في
استخدام تقنيات حديثة لتحسين الإنتاج وزيادة الكفاءة.
تشكل
صناعة الزبيب في قرية شنراق نموذجًا ناجحًا للصناعات المحلية التي تدمج بين التراث
الزراعي والتطوير الصناعي، وتوفر فرص عمل واسعة، مما يجعلها من الركائز الاقتصادية
الهامة في المحافظة ويعزز من مكانة المنتج المصري على مستوى العالم.