تعم الفرحة قلوب مزارعي محافظة المنوفية مع اقتراب موسم حصاد محصول السمسم، أحد المحاصيل الصيفية الهامة والمربحة، والذي يعتمد عليه الكثير من الفلاحين كمصدر دخل أساسي.
تبدأ عملية جمع السمسم بوضع النباتات في حزم واقفة منتظمة على الأرض، وتُترك لمدة تتراوح بين أسبوع إلى عشرة أيام حتى تفتح قرون السمسم بشكل كامل.
يقوم المزارعون بعدها بفرد مفارش واسعة على الأرض ليتم ضرب النباتات بعصي خاصة، فيتساقط السمسم على المفارش، حاملاً في طياته حكايات التعب والجهد المبذول طوال موسم الزراعة.
ويُزرع السمسم عادةً في شهري مايو ويونيو، وينمو خلال فترة تتراوح بين أربعة أشهر، ويتميز بكونه محصولًا اقتصاديًا يسهل زراعته ويستهلك كميات قليلة من المياه، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمزارعين في المناطق ذات الظروف المناخية المختلفة.
يعتمد المزارعون في المنوفية على الطرق التقليدية في حصاد السمسم، مثل "التنفيض" اليدوي، إضافة إلى استخدام الآلات الحديثة مثل ماكينة الدراس، لضمان جودة المحصول وسهولة جمعه.
يُعرف محصول السمسم في المنوفية بجودته العالية التي تؤهله للسوقين المحلية والعالمية، حيث يُصدر جزء منه إلى عدة دول، مما يفتح آفاقًا اقتصادية واسعة أمام الفلاحين.
يبلغ متوسط إنتاجية الفدان الواحد من السمسم بين 16 إلى 19 أردبًا، بينما يبلغ سعر الكيلو في السوق ما يقرب من 55 جنيهًا، ما يعكس الربحية الكبيرة لهذا المحصول، ويشجع المزيد من المزارعين على زراعته.
يحافظ المزارعون على جودة البذور واستخدام التقنيات الزراعية المناسبة لتحقيق أعلى إنتاجية، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد الريفي وتنمية الأراضي الزراعية.
تنعكس فرحة الحصاد هذه على روح التفاؤل لدى أهل الريف، الذين يتطلعون لمواسم زراعية ناجحة تدر المزيد من الخير والرزق، مؤكدين حرصهم على العمل الدؤوب والاهتمام بمحاصيلهم لضمان استمرارية النجاح.
في ظل هذه الأجواء المليئة بالعمل والرجاء، يدعو الجميع الله أن يبارك في أرزاقهم ويمنحهم الاستقرار والازدهار في مواسمهم القادمة.
