شهدت عدة مناطق زراعية خلال الفترة الأخيرة ظهور حالات اصفرار في أوراق القمح، شملت الأوراق السفلية والعليا وأحيانًا النبات بالكامل، مع تطور الاصفرار إلى اللون البني وموت الأوراق السفلية في بعض الحالات.

وأرجع المزارعون والخبراء الزراعيون هذه الظاهرة إلى عدة أسباب رئيسية، منها:

نقص عنصر النيتروجين، الذي يؤدي إلى اصفرار عام في النبات دون موت الأوراق، خاصة بعد زراعة محاصيل مجهدة مثل الذرة أو الحشائش، ويمكن علاجه بزيادة جرعات السماد الأزوتي.

خلل في المجموع الجذري نتيجة الظروف الجوية الشتوية وارتفاع الرطوبة في التربة، مما يؤدي إلى اختناق الجذور وإصابتها بالفطريات، ويمكن التخفيف من هذه المشكلة بالاعتدال في الري وتحسين الصرف واستخدام المبيدات الفطرية عند الحاجة.

تأثير التغيرات المناخية الحادة، مثل انخفاض درجات الحرارة ليلاً بعد نهار دافئ، ما يسبب ارتباكًا فسيولوجيًا للنبات ويؤدي إلى اصفرار الأوراق، ويمكن معالجة ذلك برش النبات بالمغذيات والأحماض الأمينية.

الإصابات المرضية، مثل البياض الزغبي والدقيقي ومرض "الموت الكامل" الذي يؤدي إلى موت كامل النبات، وتزداد المخاطر في الزراعات الكثيفة وفي الأراضي التي شهدت إصابات سابقة، ويتم التعامل معها من خلال التهوية الجيدة للتربة، تحسين الصرف، استخدام تقاوي معاملة بالمطهرات الفطرية، والمكافحة الكيميائية عند الضرورة.

الإصابة بحشرات التربة، مثل الحفار والدودة الجاعلة ودودة الحشد، التي تصيب جذور النبات والبادرة، ما يؤدي إلى اصفرار وجفاف النبات، ويتم مكافحة هذه الحشرات بالحرث الجيد واستخدام الطعوم السامة أو المبيدات المخصّصة للتربة.

التأثيرات الناتجة عن المبيدات الكيميائية، خاصة عند الاستخدام بتركيز عالي، مما قد يسبب تسممًا للنبات واصفرار الأوراق، ويمكن الحد من هذه المشكلة باستخدام المبيدات المناسبة بالتركيز والزمن المناسبين.

وأكدت التوصيات الزراعية على أهمية الاعتدال في الري، الزراعة في المواعيد الصحيحة، التسميد المتوازن، ومتابعة صحة النباتات بشكل دوري لتجنب تفاقم هذه الظاهرة وضمان جودة المحصول.