شهد سوق الأجهزة الكهربائية في مصر تراجعًا حادًا في المبيعات بنسبة وصلت إلى 40%، وفقًا لتصريحات جورج سدرة، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية في غرفة الجيزة التجارية.

يأتي هذا الركود نتيجة لعدة عوامل اقتصادية مؤثرة، أبرزها تخزين المواطنين للأجهزة في السنوات الماضية، إلى جانب ضغوط القوة الشرائية للأفراد والتحديات المعيشية.

ويتوقع الخبراء انخفاضًا في الأسعار مع بداية العام المقبل، مما قد يُساهم في تحفيز السوق.

تراجع مبيعات الأجهزة الكهربائية بسبب تخزين المواطنين وارتفاع الأسعار

قال جورج سدرة في مداخلته الهاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، إن تخزين المواطنين للأجهزة الكهربائية خلال السنوات الماضية كان له تأثير كبير في تراجع الطلب على هذه الأجهزة، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من الأسر قد أتمت تجهيز منازلها بالكامل بالأجهزة الكهربائية قبل سنوات، ما أدى إلى قلة الحاجة الحالية للشراء.

وأضاف أن الارتفاع الحاد في الأسعار قد أسهم أيضًا في تدهور القوة الشرائية للمستهلكين، مما ساهم في عزوفهم عن شراء الأجهزة الكهربائية بشكل ملحوظ.
وتستمر الأسعار في الارتفاع بسبب الأعباء الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون.

تأثير موسم "البلاك فرايدي" على سوق الأجهزة الكهربائية

أشار رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية إلى أن مواسم العروض، مثل "البلاك فرايدي"، أصبحت تضر السوق أكثر مما تفيده.

وأوضح أن المستهلكين بدأوا في انتظار فترات التخفيضات لشراء الأجهزة الكهربائية، وهو ما أدى إلى بطء حركة البيع خلال العام، مما زاد من صعوبة تحريك السوق ورفع حجم التداول.

هذا التوجه أصبح يشكل تحديًا أمام التجار الذين يعانون من التباطؤ في مبيعات الأجهزة على مدار العام، خاصة في ظل توقعات السوق التي تشير إلى أن التخفيضات قد تؤدي إلى تقليل إقبال الناس على الشراء في غير مواسم العروض.

التجار الصغار الأكثر تضررًا من الركود في سوق الأجهزة الكهربائية

من جهة أخرى، قال سدرة إن صغار التجار هم الأكثر تضررًا من حالة الركود الحالية، حيث أنهم لا يملكون القدرة المالية الكبيرة التي تمكنهم من تحمل الخسائر، على عكس كبار التجار الذين يمتلكون موارد اقتصادية أكبر تمكنهم من مواجهة هذه الظروف الصعبة.

وأضاف أن الخسائر المتزايدة في ظل عدم قدرة المستهلكين على الشراء، تؤثر بشكل كبير على التجار الصغار، الذين يجدون أنفسهم مضطرين لبيع الأجهزة بخسارة لتقليل الفجوة بين المخزون والطلب، وهو ما يُعد أزمة حقيقية لقطاع الأجهزة الكهربائية في مصر.

توقعات بانخفاض أسعار الأجهزة الكهربائية بنسبة 10% بداية العام المقبل

توقع رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية أن يشهد سوق الأجهزة الكهربائية في مصر انخفاضًا ملحوظًا في الأسعار بنسبة تصل إلى 10% خلال العام المقبل.

وأوضح أن هذا الانخفاض المتوقع في الأسعار يهدف إلى تنشيط حركة البيع وزيادة الإقبال على الشراء، وبالتالي محاولة تخفيف حدة الركود المسيطر على السوق.

وأشار إلى أن هذا الانخفاض في الأسعار قد يساعد في إعادة التوازن للسوق، وبالتالي زيادة الطلب على الأجهزة الكهربائية في ظل التوقعات بتحسن نسبي في الوضع الاقتصادي العام.

الركود في سوق الأجهزة الكهربائية يواصل التأثير على القطاع

في ضوء هذا التحليل، يُلاحظ أن سوق الأجهزة الكهربائية في مصر يواجه تحديات كبيرة نتيجة لتراجع المبيعات بسبب تكدس المخزون وارتفاع الأسعار.
ومع استمرار الضغوط الاقتصادية على المواطنين، يبقى قطاع الأجهزة الكهربائية في حاجة إلى حلول جذرية، مثل خفض الأسعار وتنشيط الحركة التجارية عبر تخفيضات أكثر مرونة.
يتوقع الخبراء أن يشهد السوق مزيدًا من التراجع في حال استمر الوضع الاقتصادي الراهن، لكن الأمل في تحسن الأوضاع مع بداية العام الجديد قد يساهم في تحفيز الطلب.