أ
أ
قال الدكتور أحمد الشعراوي، الأمين العام للاتحاد العربي للتطوير والتنمية بمجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية، إن معرض EDEX لم يعد مجرد فعالية عسكرية دورية، بل أصبح تجسيدا عمليا لتحول مصر من دولة مستوردة للسلاح إلى دولة تسعى لامتلاك عناصر قوتها الذاتية، مشيرًا إلى أن المعرض يعكس قدرة مصر على إعادة ترسيم حدود تأثيرها في الأمن الإقليمي والدولي.
الأهمية الاقتصادية والصناعية لمصر
أوضح الشعراوي في تصريح خاص لـ " اجري نيوز" أن EDEX يعمل كأداة ذكية لجذب استثمارات عالية التقنية إلى مصر، حيث كل اتفاق لنقل التكنولوجيا أو تصنيع مشترك يعني تحويل جزء من القيمة المضافة التي كانت تُنتَج في الخارج إلى مصر، بأيدٍ مصرية وبعملة صعبة تدعم الاقتصاد المحلي.
وأضاف أن توطين مكونات الصناعات الدفاعية الحديثة من الإلكترونيات الدقيقة إلى أنظمة الاتصالات والبرمجيات لا يبني القدرة العسكرية فقط، بل يخلق قاعدة معرفية وتقنية قابلة للاستخدام في القطاعات المدنية مثل الطيران والنقل والاتصالات والأمن السيبراني.
تعزيز سلاسل الإنتاج والتدريب
وأكد الشعراوي أن المعرض لا يقتصر على عقود التسليح، بل يشمل خطوط إنتاج مشتركة، ومراكز صيانة وإصلاح، وبرامج تدريب للمهندسين والفنيين، وتوسيع سلاسل الإمداد المحلية، مما يجعله جزءًا أساسيًا في استراتيجية التنمية الاقتصادية طويلة المدى.
الدبلوماسية الدفاعية وبناء التحالفات
وأشار الشعراوي إلى أن المعارض الدفاعية الكبرى مثل EDEX أصبحت أدوات دبلوماسية، حيث تجمع مصر شركاء من الشرق والغرب وأفريقيا وآسيا، وتدير بينهم شبكة مصالح متداخلة تجعل القاهرة نقطة التقاء رئيسية في أي ترتيبات أمنية بالمنطقة، مضيفا أن إدارة الانطباعات بين الوفود والشركات المشاركة بذكاء يمثل جوهر الدبلوماسية الدفاعية التي يمارسها المعرض عمليًا.
مقارنة EDEX مع المعارض العالمية الأخرى
ذكر الشعراوي في تصريح لـ " اجرى نيوز" أن EDEX يتميز عن معارض مثل IDEX – أبوظبي وDSEI – لندن وEurosatory – باريس بخصوصيته التي تنبع من موقع مصر ودورها، حيث يوفر للشركات والدول المشاركة بوابة للوصول إلى الأسواق الأفريقية والعربية، مع التركيز على التصنيع المشترك ونقل المعرفة، بدلا من الاكتفاء بالشراء التقليدي.
وأضاف أن المعرض يتيح للشركات العالمية التوسع في الأسواق النامية، ويوازن بين احترام القانون الدولي وحق الدول النامية في بناء قدرات دفاعية مستقلة.
EDEX كمنصة لأفريقيا والجنوب العالمي
أكد الشعراوي أن المعرض يضع أفريقيا في قلب الفعاليات الدفاعية الكبرى، ويمنح الدول الأفريقية مساحة للتعبير عن احتياجاتها الأمنية والتنموية، ويجعل مصر نقطة التقاء بين الشمال والجنوب، ما يعزز دورها كمركز صناعي ولوجستي وتدريبي.
الابتكار والتكنولوجيا والجيل الجديد
وأشار الشعراوي إلى أن نجاح المعارض الدفاعية الحديثة يقاس بقدرتها على جذب الصناعات المستقبلية مثل الطائرات بدون طيار، الأنظمة غير المأهولة، الذكاء الاصطناعي والحرب السيبرانية، وربطها بالجامعات ومراكز الأبحاث والشركات الناشئة.
واختتم تصريحه بأن الجيل الجديد من الضباط والمهندسين والخبراء الذي يتفاعل مباشرة مع أحدث التقنيات عبر EDEX يمثل رأس المال البشري الأهم، وهو ما يميز الدولة التي تطور أسلحتها وتستثمر في المعرفة بدلاً من الاكتفاء بالشراء.





