أكد الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بشيرًا بالخير والرحمة والأمل، كما كان هاديًا ومخرجًا للبشرية من الظلمات إلى النور، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم وصف بأنه هدى وبشرى، وكذلك وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه بشير ونذير، فقال تعالى: ﴿يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا﴾.
وأوضح، خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن ثقافة البشرى التي جسدها الرسول صلى الله عليه وسلم هي ثقافة التفاؤل وحسن الظن بالله، فقد كان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن ويكره التشاؤم، بل وكان يغير الأسماء ذات الدلالات السلبية إلى أسماء حسنة تبعث على الأمل والتفاؤل.
وأشار نبوي إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أمته بقوله: «بشّروا ولا تنفّروا ويسّروا ولا تعسّروا»، مؤكدًا أن هذه القيمة النبوية تتطلب أن ننشر التفاؤل بدلًا من اليأس، وأن نفتح أبواب الرحمة والأمل بدلًا من الحكم على الناس بالضياع أو النار.
واستشهد بمواقف نبوية عملية، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبحث عن الإيجابيات حتى في المذنبين، فقال عن الرجل الذي كان يقام عليه حد شرب الخمر مرارًا: «والله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله». كما كان صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بالجنة في أشد لحظات العناء، مثل حصار الشعب والاضطهاد في مكة، وكان يقول لهم: «والله ليتمن الله هذا الأمر حتى لا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل».
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم ظل يفتح أبواب الأمل حتى في أشد المواقف، ففي الهجرة قال لأبي بكر الصديق وهو في الغار: «ما ظنك باثنين الله ثالثهما»، كما بشّر سُراقة بن مالك بسواري كسرى وهو يطارده، وهو ما تحقق في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأكد الدكتور أحمد نبوي على أن ثقافة التفاؤل والبشارة ثقافة نبوية محمدية أصيلة ينبغي أن نحييها في ذكرى مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، داعيًا المسلمين إلى نشر الأمل والكلمة الطيبة في مجتمعاتهم كما علّمهم نبيهم الكريم.