الأربعاء، 26 جمادى الثانية 1447 ، 17 ديسمبر 2025

«اقتحام الدول ليس حقًا».. أستاذ بالأزهر يطلق تحذيرًا للشباب من الهجرة غير الشرعية

123654
الهجرة غير الشرعية
أ أ
techno seeds
techno seeds
أكد الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن أخطر قضية يجب أن يفهمها كل شاب وكل إنسان هي قضية الهجرة غير الشرعية، موضحًا أنها تعني مغادرة الإنسان لبلده إلى بلد آخر عبر طريق غير قانوني، دون تصريح أو إذن دخول، سواء تم ذلك عبر قوارب غير آمنة، أو سفن غير مجهزة، أو وسائل ملتوية وقفزات خطرة، بما ينتهي إلى دخول دولة أخرى بشكل مخالف للقانون.

وأوضح خلال حلقة "مع الناس"، المذاع على قناة الناس اليوم الأربعاء، أن هذا التصرف محرم شرعًا ومجرم قانونًا، مشيرًا إلى أن قوانين الأمم المتحدة وكافة قوانين الدول تجرّم هذا الفعل لما يمثله من تهديد للأمن العام والخاص، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية لا تُجيز تجاوز القوانين المنظمة للتنقل بين الدول.

واستدل الدكتور ربيع الغفير بقول الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها﴾، موضحًا أن الشرع منع الإنسان من دخول بيت فرد دون إذنه، فكيف يُستباح اقتحام دولة كاملة دون إذن أصحابها، في ظل وجود مواثيق دولية ودساتير وقوانين تنظم حركة الانتقال بين البلدان حفاظًا على الأمن والاستقرار.

وأشار إلى أن الهجرة غير الشرعية تشتمل على إهلاك للنفس وتعريضها لخطر الموت، والنفس من الكليات الخمس التي أوجب الشارع الحكيم حفظها، وهي الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، مؤكدًا أن جميع الشرائع السماوية جاءت لصيانة هذه الضرورات، وأن التفريط فيها يُعد مخالفة صريحة لمقاصد الشريعة.

وأضاف الأستاذ بالأزهر أن هذه الهجرة تترتب عليها آثار اجتماعية وإنسانية خطيرة، حيث يتعرض المهاجر للموت أو الاستغلال، وتتفكك الأسر بغيابه، وتتحول معاناة الشباب إلى مدخل لعصابات منظمة تستغلهم في جرائم وانتهاكات تخالف الشرائع السماوية والقوانين الوضعية.

وشدد الدكتور ربيع الغفير على أن الهجرة غير الشرعية تمثل إهدارًا للكرامة الإنسانية التي كرمها الله سبحانه وتعالى، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿ولقد كرمنا بني آدم﴾، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»، مؤكدًا أن تعريض النفس للهلاك بحجة تحسين المعيشة أو البحث عن المال مغامرة محرمة شرعًا ومرفوضة عقلًا.

وأكد على أن الالتزام بقوانين الدول ومواثيقها واجب شرعي قبل أن يكون التزامًا قانونيًا، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود﴾، داعيًا الشباب إلى الوعي بخطورة الهجرة غير الشرعية، والحفاظ على دينهم وكرامتهم وأسرهم، وسائلاً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ أبناء الوطن ويهدي شباب الأمة إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم في الدنيا والآخرة.

اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة