أ
أ
في إطار دعم مشروعات البساتين وزراعة الزيتون كأحد المحاصيل الاستراتيجية ذات العائد الاقتصادي المرتفع، صدرت مجموعة من التوصيات الفنية والاقتصادية الهامة للمزارعين، بهدف تعزيز إنتاجية أشجار الزيتون وتحسين جودة المحصول، بما يسهم في رفع الكفاءة الاقتصادية للمزارع وتقليل الخسائر المحتملة.
إجراءات أساسية قبل الزراعة
ينبغي للزراع تأقلم الشتلات على بيئة المنطقة الجديدة من خلال وضعها في مشتل صغير بالمزرعة لمدة أسبوعين قبل الغرس. خلال هذه الفترة، يُوصى بالمعالجة الوقائية بالمبيدات المناسبة لضمان خلو الشتلات من الآفات وتقليل الحاجة لرش المساحات الكبيرة لاحقًا، ما يوفر في التكاليف التشغيلية. كما يُفضل فحص الشتلات في حال شرائها من مصادر غير معتمدة، عبر إجراء تحاليل مخبرية للكشف عن الإصابة بالنيماتودا وأعفان الجذور، وذلك لتحديد مدى صلاحيتها أو نوع العلاج المطلوب.
تجهيز الأرض وزراعة الجور
تُحفر الجور بعمق يصل إلى متر كامل، مع الحرص على تهوية التربة وتفكيكها لتسهيل تغلغل الجذور وتحقيق تصريف جيد للمياه. يُخلط ناتج الحفر بكميات مناسبة من مادة عضوية جيدة (مثل الكمبوست أو السباخ المتحلل)، بشرط أن تكون خالية من الأملاح الزائدة وبذور الحشائش ومسببات الأمراض، مع ضرورة فحص ملوحتها وعدم تجاوزها لـ2000 جزء في المليون. التسميد والتحاليل الزراعية
تُضاف جرعة مبدئية من السوبر فوسفات بمعدل 1 كجم لكل شجرة مع المادة العضوية، مع توصية باستخدام الجبس الزراعي حسب نتائج تحليل التربة، لضبط نسبة الكالسيوم والكبريتات، وتيسير امتصاص الفوسفور. يُشدد على أهمية التحليل المسبق للتربة لتحديد الاحتياجات الفعلية بدقة، وتجنب التسميد العشوائي، ما يحسن الأداء الاقتصادي للمزرعة. المسافات المثلى وأسلوب الزراعة
تُنصح المسافات المثلى بين الأشجار بـ6×5 أمتار، بما يسمح بمرور الآلات الزراعية وتخلل الضوء والهواء، ما يقلل من انتشار الآفات ويُحسن النمو. يُفضل الاتجاه الشمالي-الجنوبي في التخطيط لتحقيق أقصى استفادة من أشعة الشمس.
مصدات الرياح والسنادة
ينبغي زراعة مصدات رياح قوية وكبيرة العمر قبل زراعة الزيتون بفترة لا تقل عن ستة أشهر، لما لها من دور في خفض التأثير السلبي للعوامل الجوية، وزيادة الإنتاجية بنسبة تصل إلى 20%. كما يُوصى بتثبيت الشتلات بدعامات قوية من جهة الرياح لحمايتها من الانحناء أو التلف. التقليم وإدارة الشجرة
يُعتبر التقليم السنوي ضرورة للحفاظ على التوازن بين المجموع الخضري والجذري، ولتوجيه النمو بشكل سليم. يبدأ تقليم التربية من يوم الزراعة الأول، مع إزالة السرطانات التي قد تؤثر سلباً على نمو الشجرة وتنافسها على الموارد. الري وترشيد المياه
الري بالتنقيط هو النظام الأنسب لزراعات الزيتون، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة، حيث يُقلل من الهدر ويحسن كفاءة استخدام المياه. تختلف كمية الري حسب عمر الشجرة، مع توصية بالري اليومي في الفترات الحارة، والتقليل في الشتاء. يجب تجنب الري بالغمر لتفادي مشاكل أعفان الجذور وانتشار الحشائش. خلاصة اقتصادية
تطبيق هذه التوصيات يعزز من فرص نجاح مشروع زراعة الزيتون من حيث الكفاءة الإنتاجية والجدوى الاقتصادية، إذ يساهم في تقليل نسب الفاقد، وخفض تكاليف المعالجة لاحقًا، وتحقيق نمو صحي ومستدام للأشجار، مما يُمكّن المزارع من الحصول على محصول عالي الجودة وبأقل التكاليف الممكنة.
