أ
أ
تُعد شجرة الزيتون من المحاصيل الزراعية الهامة التي تتمتع بقيمة تاريخية واقتصادية كبيرة، وهي شجرة مباركة ذُكرت في الكتب السماوية، وتحتل مكانة مميزة في القطاع الزراعي، نظرًا لما توفره من فوائد متعددة على مستوى المزارع والمستهلك، إضافة إلى دورها الإيجابي في دعم الاقتصاد الأخضر ببعض الدول.
أهمية الزيتون في مصر
رغم التحديات التي واجهت زراعة الزيتون في بعض الفترات، فإن الأبحاث العلمية أثبتت أن معظم الإخفاقات الإنتاجية كانت نتيجة لممارسات زراعية خاطئة، ما يؤكد أن النجاح في هذا القطاع يعتمد بدرجة كبيرة على وعي المزارعين والحصول على المعلومات الصحيحة.
زراعة الزيتون ليست مجرد مشروع استثماري، بل تمثل أيضًا إرثًا ثقافيًا متجذرًا، وهو ما يستدعي نشر ثقافة زراعته والتوعية بفوائده الصحية والاقتصادية.
الفوائد الاقتصادية للزيتون
تقدم شجرة الزيتون العديد من المنافع المباشرة وغير المباشرة، سواء على مستوى الأفراد أو الاقتصاد القومي، حيث تعزز دخل المزارع من خلال بيع الثمار للتخليل أو لاستخلاص الزيت، كما أن أوراقها تدخل في العديد من الصناعات، وأخشابها تُستخدم في صناعة الزينة والديكور بأسعار مرتفعة، لما تتميز به من صلابة وجمالية.ويُعرف زيت الزيتون بقيمته الغذائية والعلاجية العالية، حيث تدخل مستخلصات أوراقه في الصناعات الدوائية، نظرًا لاحتوائها على مركبات فعالة تُستخدم في علاج أمراض القلب والشرايين وتعمل كمضادات أكسدة طبيعية.

متطلبات الزراعة والأراضي المناسبة
ليست زراعة الزيتون بالمهمة السهلة، إذ يجب اختيار الأرض المناسبة والمناخ الملائم لضمان نجاح المحصول. عمومًا، تُفضل زراعته في الأراضي الرملية أو الرملية الطميية أو الطميية الجيدة الصرف، بينما تُستبعد الأراضي الطينية الثقيلة سيئة الصرف.الزيتون يُعد من المحاصيل القليلة التي تتكيف مع الأراضي الهامشية غير المناسبة للمحاصيل التقليدية، بما في ذلك الأراضي ذات الصخور أو الملوحة المرتفعة أو التي تُروى بمياه الآبار. وقد أثبتت التجارب الميدانية نجاح زراعة الزيتون في مناطق مروية بمياه ملوحتها تتجاوز 5000 إلى 8000 جزء في المليون، بفضل بعض المعاملات الزراعية التي تقلل من تأثير الملوحة وتحافظ على الإنتاج.
الخريطة الصنفية لمحصول الزيتون في مصر
تتنوع أصناف الزيتون المزروعة في البلاد إلى ثلاث فئات رئيسية:
أصناف مائدة (تخليل): مثل العجيزي والتفاحي، وتناسب المناطق حتى محافظة المنيا.
أصناف مزدوجة الغرض: مثل البيكوال والمنزانيلو، وهي تصلح للزراعة في معظم محافظات الجمهورية.
أصناف مخصصة للزيت: مثل المرائي والكراتينة والكروناكي، وتُزرع أساسًا في المناطق الساحلية مثل الساحل الشمالي وسيناء.
وتُعد مراعاة السياسة الصنفية، أي اختيار الصنف المناسب لكل منطقة جغرافية حسب ظروفها المناخية والتربة، من أهم العوامل التي تحدد نجاح الزراعة وتفادي خسائر الإنتاج.

الشتلات المعتمدة ومصادرها
من أبرز توصيات الخبراء في زراعة الزيتون ضرورة الحصول على الشتلات من مصادر موثوقة، حيث يوجد جهات رسمية معتمدة لإنتاج شتلات عالية الجودة. ويُنصح بحجز الشتلات مسبقًا نظرًا لارتفاع الطلب.ويُحذر من شراء الشتلات من مصادر مجهولة أو غير موثوقة، إذ قد تكون مصابة بآفات مثل النيماتودا أو أعفان الجذور، ما يؤدي إلى انتقال الإصابة إلى الأرض الزراعية، وبالتالي خسائر كبيرة في النمو والإنتاجية. وتصل تكلفة معالجة الفدان المصاب بالنيماتودا إلى أكثر من 7 آلاف جنيه، ما يُبرز أهمية اتخاذ الحيطة عند بدء المشروع الزراعي.
