قال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن وصف السيدة أم معبد الخزاعية لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يُعدّ من أعظم وأدق ما قيل في شمائله الشريفة، مؤكداً أن هذا الوصف يُجسد صورةً نبويةً ناطقة بالهيبة والجمال، ويجعل السامع كأنه يراه رأي العين.
وأوضح الشيخ الطلحي، خلال برنامج "مع الناس"، المذاع على شاشة قناة الناس، اليوم الخميس، أن أم معبد رأت النبي صلى الله عليه وسلم أثناء مروره بخيمتها مهاجراً من مكة إلى المدينة، فوصفته لزوجها ببلاغةٍ وفصاحةٍ تأسر القلوب، فقالت: "رأيت رجلاً ظاهر الوضاء، متبلج الوجه، حسن الخلق، لا تعيبه نحلة، ولا تزرِي به صُقلة...".
وتوقف الشيخ الطلحي، عند قولها "ربعة بين الرجال، لا يأس من طوله، ولا تقتحمه عين من قصر"، موضحًا أن النبي ﷺ كان متوسط الطول، لا مفرطًا في الطول فيُستوحش، ولا قصيرًا فيُزدرى، بل كان صلى الله عليه وسلم إذا مشى بين الناس بدا أطولهم وأجملهم، وكأنّه الجوهرة بين حبات اللؤلؤ، موضحًا أن عبارة "لا تقتحمه عين من قصر" تعني أنه صلى الله عليه وسلم لا يُنظر إليه من علُو، بل كان مهابًا مكرمًا يُنظر إليه مستوى العين أو أعلى، لما أودع الله فيه من جلالٍ وهيبة.
وأضاف أن قولها "غصن بين غصنين" يعكس تناغم هيئة النبي ﷺ في وسط أصحابه، مشيرًا إلى أن هذا الوصف فيه من الحسن والتناسق ما يليق بمقام من قال فيه ربه: "وإنك لعلى خلق عظيم"، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان كالغصن البديع بين غصنين، يزين من حوله ولا يطغى عليهم، بل يزيدهم شرفًا وبهاءً.
وتابع: "كل كلمة نطقت بها أم معبد رضي الله عنها تُعد مرآة من نور تنعكس فيها صورة الحبيب المصطفى، وكأنك تراه بعين القلب قبل عين الرأس.
فعلينا أن نعيد قراءة هذا الوصف الشريف بقلوبٍ خاشعة، وألسنةٍ ذاكرة، وأرواحٍ متلهفة لنور جماله صلى الله عليه وسلم".