قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا ارتكبت خطأً جسيمًا في إدارة سد النهضة، ما أدى إلى حدوث فيضان صناعي أغرق السودان خلال سبتمبر الماضي، مؤكّدًا أن السبب لم يكن التغيرات المناخية كما تزعم أديس أبابا، بل سوء الإدارة الفني والهندسي للسد.

وأضاف شراقي، في حوار مع برنامج أهل مصر على قناة أزهري، أن إثيوبيا أبقت بحيرة السد ممتلئة بالكامل دون تفريغها استعدادًا لموسم الأمطار الجديد، رغم التحذيرات من خطورة ذلك.
وأوضح أن التوربينات لم تكن تعمل، ما اضطر السلطات الإثيوبية إلى فتح أربع بوابات دفعة واحدة لتصريف المياه الزائدة، وهو ما تسبب في ارتفاع منسوب النيل الأزرق وغرق مناطق واسعة في السودان.

وأشار شراقي إلى أن الفيضان كان على وشك أن يؤدي إلى انهيار سد الروصيرص بسبب محدودية قدرته الاستيعابية، حيث لا يمكنه تمرير أكثر من 600 مليون متر مكعب يوميًا، في حين تجاوزت كمية المياه المتدفقة نحو 750 مليون متر مكعب يوميًا.
وأكد أن هذا الوضع أظهر خطر انفراد إثيوبيا بإدارة السد دون تنسيق مع دولتي المصب، مصر والسودان.
كما أشار شراقي إلى أن سد النهضة فشل أيضًا في توليد الكهرباء، مؤكدًا أن معظم التوربينات لم تعمل حتى افتتاح السد رسميًا في سبتمبر 2025.
وأضاف أن إثيوبيا كانت تحاول تأجيل تشغيل بعض التوربينات وإخفاء الإخفاق الفني أمام شعبها، ما أدى إلى احتجاز المياه حتى فاضت البحيرة وتسببت في الفيضان.
واختتم شراقي حديثه بالتأكيد على ضرورة وجود إدارة مشتركة بين مصر والسودان وإثيوبيا لمتابعة تشغيل سد النهضة، حفاظًا على الأمن المائي لشعوب المنطقة.