قالت سماح عبد الفتاح، الاستشارية الأسرية، إن هناك قواعد ذهبية مهمة ستفيد المخطوبين، والمتزوجين حديثًا، وحتى المتزوجين لفترة طويلة، مشددة على ضرورة اتباعها لتحقيق استقرار مالي في الحياة الزوجية.
وأضافت عبد الفتاح، خلال حلقة برنامج "الرحلة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن أول وأهم قاعدة في بناء حياة مالية مستقرة بين الزوجين هي الجلوس معًا والتحدث بصراحة وشفافية قبل الزواج، مشيرة إلى أن المال لا يجب أن يكون سرًا بين الطرفين بل يجب أن يكون كل طرف كتابًا مفتوحًا للآخر في الأمور المالية، لكي يكون هناك توقعات واقعية مبنية على القدرات المادية لكليهما.
وأوضحت أن الاتفاق المسبق على النظام المالي الذي ستسير عليه الحياة الزوجية، سواء كان ذلك بالالتزام بالشرع أو بالعرف السائد أو مزيجًا بينهما، هو أمر ضروري، ويجب أن يكون هناك رضا متبادل من الطرفين، لأن هذا الرضا يجعل التطبيق العملي داخل الزواج أكثر سهولة ومرونة.
وأكدت أن الشفافية المالية تعتبر ركيزة أساسية تُبنى عليها الثقة بين الزوجين، كما أن ذلك يمنحهما شعورًا بالأمان ويمنع حدوث مشاكل مادية أو خلافات نتيجة توقعات غير واقعية.
وتطرقت سماح عبد الفتاح إلى القاعدة الثانية، وهي ضرورة التفريق بين الذمة المالية المستقلة لكل طرف، مشيرة إلى أن الرجل هو المسؤول الأساسي عن النفقة على البيت والأولاد وفق الشريعة، ولكن استقلالية الزوجة المالية لا تعني الانعزال، بل هي جزء من الشراكة الزوجية، حيث يمكن للزوجة المساعدة في المصاريف إذا رغبت وبمحبة، بشرط الاتفاق المسبق والرضا المشترك.
وأشارت إلى أن هناك الكثير من الرجال لا يقبلون اشتراك الزوجة في النفقة مهما كانت حالتها المادية، لكن النقاش المسبق حول ذلك يمنع سوء التفاهم ويعزز التوازن بين القوامة والشراكة.
أما القاعدة الثالثة فكانت حول الديون، حذرت من أن الديون، سواء القديمة أو الجديدة، تشكل خطرًا كبيرًا على الاستقرار المالي والعلاقة الزوجية، مشددة على أهمية الحديث الصريح عنها قبل الزواج ووضع خطة واضحة لسدادها قبل التفكير في أي رفاهيات.
ونصحت عبد الفتاح بعدم الدخول في الزواج والديون على عاتق أحد الطرفين، لأن ذلك يضع ضغوطًا مالية كبيرة تؤثر على الثقة وقدرة الزوج على إدارة البيت، معتبرة أن الوقاية خير من العلاج.
وأكدت سماح عبد الفتاح، على أهمية معرفة شخصية كل طرف في التعامل مع المال، حيث تختلف طريقة التفكير والسلوك المالي باختلاف التربية والخبرات، مشددة على ضرورة فهم هذه الاختلافات لتحقيق تفاهم أفضل وإدارة مالية ناجحة بين الزوجين.



