السبت، 11 ذو الحجة 1446 ، 07 يونيو 2025

"مؤنسات الحرم" يكسرن وحشة البيت العتيق في "يوم الخليف" بمكة

حجاج
حجاج
أ أ
techno seeds
techno seeds
في تقليد سنوي فريد، يكتظ المسجد الحرام اليوم الخميس، الموافق ليوم عرفة، بنساء مكة المكرمة في مشهد روحي واجتماعي يُعرف باسم "يوم الخليف", تتوافد "مؤنسات الحرم"، كما يطلق عليهن، لإحياء روح الحرم والعبادة فيه، بينما يتفرغ الحجاج للوقوف على جبل عرفات لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج.

"يوم الخليف": تقليد مكي عريق

مع الساعات الأولى من صباح يوم عرفة، تبدأ نساء مكة بالتوافد إلى الحرم المكي، يحملن معهن وجبات للصائمين، ويتجهن صوب الكعبة المشرفة لأداء الطواف والاعتكاف، ويستمر وجودهن حتى بعد صلاة العشاء، وفقًا لما ذكرته صحيفة "عكاظ".

يُعرف هذا اليوم محليًا بـ "يوم الخليف"، وهو تقليد مكي عريق نشأ نتيجة لغياب الرجال عن المدينة، سواء لانشغالهم بخدمة الحجاج أو لأداء مناسك الحج بأنفسهم. دفع هذا الغياب النساء لتولي عمارة الحرم، لضمان بقائه عامرًا بالذكر والعبادة.

دلالات تسمية "الخليف"
تحمل تسمية "الخليف" دلالتين مختلفتين:

الرواية الأولى: تشير إلى أن "الخليف" يعني من تخلف عن الحج، في إشارة إلى أن غالبية من يعمر الحرم في هذا اليوم هم ممن لم يتيسر لهم أداء مناسك الحج.
الرواية الثانية: تُفيد بأن "الخليف" يُقصد به أن النساء يخلفن الرجال في الحرم، ويتولين أداء مهام العبادة وتقديم الإفطار للصائمين لسد الفراغ الناتج عن غياب الرجال.

"مؤنسات الحرم": حضور يبدد الوحشة

يطلق أهالي مكة على نساء هذا اليوم وصف "مؤنسات الحرم"، في إشارة إلى حضورهن الكثيف الذي يبدد وحشة الحرم بعد ذهاب الحجاج. تلتزم النساء في هذا اليوم بارتداء لباسهن التقليدي الأسود، ويتوزعن في أرجاء الحرم وأروقته حاملات وجبات الإفطار.

أدوار بطولية تتجاوز العبادة

قديمًا، لم يقتصر دور النساء في هذا اليوم على العبادة فحسب، بل تجلى دورهن في رعاية البيوت وحمايتها، وتقديم يد العون لكبار السن والعاجزين. كما كن يتولين مراقبة المدينة وحراستها أثناء غياب الرجال في مواسم الحج، مما يعكس دورهن البطولي في المجتمع المكي.

يشكل يوم عرفة فرصة للنساء والأطفال للاستمتاع بالطواف والدعاء بعيدًا عن الزحام المعتاد، حيث يقضين ساعات طويلة في الطواف والعبادة وسط أجواء هادئة وساكنة.

وبينما يقف الحجاج على صعيد عرفات في أعظم أيام السنة، يتحول صحن الحرم إلى فضاء نسائي بامتياز، حيث لا يرى الزائر في أروقة الحرم إلا "المؤنسات" محافظات على حضورهن السنوي في قلب الحدث، ليظل الحرم عامرًا بالذكر والأنس.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة