أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة عن اتخاذها إجراءات مكثفة لضمان عدم تكرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي "تخفيف الأحمال" التي شهدتها مصر العام الماضي، وتؤكد الحكومة المصرية التزامها بتوفير الكهرباء بشكل منتظم لجميع المدن والمحافظات خلال فصل الصيف القادم.

جهود حكومية لضمان استقرار الشبكة

أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الدولة، بتوجيهات ومتابعة مستمرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعمل على تعزيز استقرار شبكة الكهرباء.

وأشار إلى أن رئيس الوزراء قد صرح بعدم اللجوء إلى خطة تخفيف الأحمال في صيف 2025، مما يضمن استمرارية التيار الكهربائي دون انقطاع.

وقد طمأن الوزير على جاهزية الشبكة الكهربائية من حيث الإنتاج، النقل، والتوزيع، مستعرضًا الإجراءات العاجلة التي تم تنفيذها في الشهور الماضية، وتضمنت هذه الإجراءات تحسين كفاءة وحدات الإنتاج، تغيير نمط التشغيل، إدخال قدرات جديدة من الطاقات المتجددة، وتأمين النقاط الساخنة في شبكات التوزيع.

كما تم التركيز على خطة خفض الفقد والتصدي لسرقات الكهرباء، بالإضافة إلى الاستعدادات للتعامل مع ارتفاع الأحمال خلال وقت الذروة لضمان تغذية كهربائية مستقرة.

تعزيز القدرة الإنتاجية وتأمين الوقود

لمواجهة الضغط المتزايد على استهلاك الكهرباء صيفًا، كثفت وزارة الكهرباء استعداداتها مبكرًا بالتعاون مع وزارة البترول، كما تهدف هذه الجهود إلى تعظيم العائد من الوقود المستخدم في توليد الكهرباء، حيث تم إضافة 1000 ميجاوات من طاقة الرياح و700 ميجاوات من الطاقة الشمسية.

أوضح المهندس أحمد الشناوي، استشاري الطاقة الكهربائية، أن القدرة الإنتاجية للشبكة المصرية تصل إلى 65 ألف ميجاوات، بينما لا يتجاوز الاستهلاك الأقصى في شهري يوليو وأغسطس 35 ألف ميجاوات، هذا الفائض الكبير يضمن تلبية كامل الطلب المحلي مع إمكانية تصدير الكهرباء للدول المجاورة، شريطة توفر الوقود اللازم.

ولضمان عدم حدوث أزمات، اتخذت الوزارة خطوات حاسمة لتعزيز التعاون مع وزارة البترول لتأمين كميات كافية من الغاز الطبيعي والمازوت. كما أطلقت حملات لمكافحة سرقات التيار الكهربائي وتسهيل تركيب العدادات الكودية للمباني المخالفة.

التوسع في الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة

تواصل وزارة الكهرباء التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، حيث تم افتتاح محطة أبيدوس 1 للطاقة الشمسية في أسوان بقدرة 500 ميجاوات في ديسمبر 2024. هذه المحطة تغذي أكثر من 250 ألف منزل وتساهم في خفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 670 طن سنويًا.

ولأول مرة في مصر، بدأت الوزارة في استخدام بطاريات لتخزين الكهرباء بقدرة 300 ميجاوات/ساعة، في مشروع مشترك مع شركة "ترينا سولار" الصينية، يتيح هذا المشروع الاستفادة المستمرة من الطاقة الشمسية طوال اليوم، كما تم توقيع عقد لإنشاء محطة "أبيدوس 2" بقدرة 1000 ميجاوات، مما يعزز من قدرات مصر في مجال الطاقة المتجددة.

إجراءات الوزارة لتقليل استهلاك الوقود

كما أكد منصور عبد الغني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، أن الحكومة لن تلجأ إلى تخفيف الأحمال في الصيف المقبل، مُطمئنًا المواطنين بأن التيار الكهربائي سيكون متاحًا لجميع الاستخدامات الصناعية، التجارية، الزراعية، والمنزلية.

وأوضح عبد الغني خلال تصريحات متلفزة، أن الوزارة بالتعاون مع وزارة البترول، قامت بوضع خطة عمل متواصلة لتوفير الوقود وتحقيق أقصى استفادة منه في توليد الكهرباء، مما أسفر عن تخفيض استهلاك الوقود بقيمة 8.3 مليار جنيه خلال الستة أشهر الماضية.

تأمين إمدادات الغاز الطبيعي لمحطات الكهرباء خلال الصيف

استقبل المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، سفينة (Energos Power) التابعة لشركة نيوفورتريس الأمريكية والقادمة من ألمانيا، والتي وصلت إلى الرصيف الجنوبي بمحطة تحيا مصر بميناء الإسكندرية البحري، تقوم السفينة بنقل الغاز الطبيعي المسال المستورد وتحويله إلى حالته الغازية تمهيدًا لضخه في الشبكة القومية للغاز الطبيعي.

تأتي هذه الخطوة ضمن خطة الوزارة لضمان توفير إمدادات الغاز الطبيعي اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء خلال فصل الصيف، في إطار إجراءات متكاملة تنفذها وزارات الدولة لضمان استقرار الشبكة الكهربائية.

وفي إطار سياسة الدولة وخطة الحكومة، تواصل وزارة الكهرباء عقد اجتماعات مستمرة مع وزارة البترول والثروة المعدنية والجهات المعنية لضمان توفير الطاقة الكهربائية بجودة عالية واستمرارية، وهو ما يعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.