حذر الدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، من التأثيرات السلبية المتزايدة لمواقع التواصل الاجتماعي على نفسية الأفراد، خاصة الشباب، مشيرًا إلى ظاهرة "استثمار الخصوصية" التي تحوّلت فيها الحياة الخاصة إلى وسيلة لتحقيق المكاسب المادية على حساب الاستقرار النفسي والاجتماعي.
وقال أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، خلال حلقة حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء: "بقى فيه استثمار في الخصوصية، الناس بتعرض حياتها الخاصة بالكامل – الأكل، اللبس، البيت، المطبخ، حتى الباركنج – علشان تجيب فلوس، لكن الكارثة إن ده بيحط ناس تانية في صراعات نفسية ومقارنات مرهقة: هو أنا ليه ماعيش كده؟ هو ليه عنده وأنا ماعنديش؟".
وأوضح أن السوشيال ميديا أصبحت مصدرًا لنشر صور غير حقيقية لحياة مثالية، ما يخلق شعورًا بالضغط والنقص لدى الآخرين، قائلاً: "المشكلة إن كل واحد بيحاول يقدم نفسه بأفضل صورة، مش حقيقته، وده بيخلق حالة من التقليد والمقارنة اللي بتؤدي لتوتر داخلي وإرهاق مجتمعي".
وأضاف: "الإنسان المعاصر بقى مرهق لأنه دخل نفسه في دايرة المقارنات، دلوقتي ما بقيناش نعيش حياتنا، بقينا نعيش صور نعرضها على السوشيال ميديا علشان نكسب ترند أو نبقى براند".
وأشار إلى أن العديد من المحتويات المنتشرة على مواقع التواصل تكون مفبركة ومعدة مسبقًا باتفاقات مسبقة، قائلاً: "في شباب بيصور على البحر، بيتكلموا في أرقام خيالية، ودي مش حقيقية.. ده سيناريو متفق عليه، بس المشكلة إن الناس بتصدق، وتبدأ تحس إنها أقل، وده خطر كبير على الصحة النفسية والاجتماعية".
ووجه الدكتور وليد رسالة واضحة للمجتمع وخاصة للشباب، قائلًا: "يا شباب، مش كل حاجة تشوفوها على السوشيال ميديا تصدقوها.. مش كل حياة فخمة تبقى حقيقية، ومش كل شهرة تبقى نجاح.. إحنا لازم نرجع للمألوف ونحافظ على قيمنا وتقاليدنا، ونستثمر السوشيال ميديا بشكل إيجابي يخدمنا كمجتمع، مش يفرقنا".
وتابع: "احنا مش ضد التكنولوجيا ولا ضد السوشيال ميديا، بس ضد إننا نخسر ذاتنا وهويتنا وأسرنا لمجرد سباق على صورة أو ترند زائف".