الأربعاء، 14 جمادى الأولى 1447 ، 05 نوفمبر 2025

الحمى القلاعية .. خطر فيروسي يهدد الثروة الحيوانية رغم التحصين

عجول الجاموس سوق الماشية
الحمى القلاعية في الأبقار
أ أ
techno seeds
techno seeds
تُعد الحمىالقلاعية واحدة من أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب الثروة الحيوانية، وخاصة الحيوانات ذات الحوافر المشقوقة مثل الأبقار والأغنام والماعز.
ويُعرف هذا المرض بسرعة انتشاره وقدرته على التسبب في خسائر اقتصادية جسيمة لمربي الماشية ومنتجي الألبان واللحوم، نتيجة انخفاض الإنتاج الحيواني وإصابة أعداد كبيرة من القطعان في وقت قصير.

الفيروس المسبب وطرق انتقال العدوى

ينتج المرض عن الفيروس القلاعي (FMDV)، وهو فيروس شديد العدوى يتغير باستمرار وله عدة عترات (أنواع)، ما يجعل السيطرة عليه صعبة حتى في المزارع المحصنة.
وينتقل الفيروس بعدة طرق، من أبرزها:
الاتصال المباشر بين الحيوانات المصابة والسليمة.
انتقال الفيروس عبر الهواء لمسافات طويلة، خاصة في الأجواء الرطبة أو العاصفة.
العدوى غير المباشرة من خلال الأدوات الملوثة مثل الملابس، والأحذية، وأدوات الزراعة.
كما يمكن أن تسهم الطيور والحشرات والحيوانات الأخرى في نقل الفيروس من مزرعة إلى أخرى.

إمكانية الإصابة رغم التحصين

رغم أهمية التطعيم، يؤكد الأطباء البيطريون أن الحيوان قد يُصاب بالمرض حتى بعد التحصين، بسبب التغير المستمر في تركيب الفيروس وتعدد عتراته.
وتُعد العترة A الأكثر انتشارًا وخطورة، تليها العترة SAT 2، وهما من الأنواع التي تتسبب في أغلب حالات الإصابة في مصر.

التحصين والجرعة التنشيطية

تنتج الدولة لقاحًا رسميًا يعتمد على العترات المنتشرة محليًا، ويُعد هو الأنسب لمواجهة الفيروس داخل مصر، في حين أن بعض التحصينات المستوردة قد لا تكون متوافقة بشكل كافٍ مع السلالات المحلية.
وتُسهم الجرعة التنشيطية في رفع المناعة الوقائية إلى نحو 90٪، وهي النسبة الأعلى الممكنة، شريطة الالتزام بمواعيد التطعيم، واتباع الإرشادات البيطرية الصحيحة في التخزين والإعطاء.

في حال الاشتباه بالإصابة

عند ملاحظة أعراض الحمى القلاعية، يجب الإبلاغ الفوري على الخط الساخن لوزارة الزراعة 19561، ليتمكن المعمل البيطري من سحب العينات وتحديد نوع العترة المنتشرة، ومقارنتها بالتحصين المستخدم، فيما يُعرف علميًا بـ "الحالة الدليلية" (Index Case).

أعراض الإصابة بالحمى القلاعية

تظهر الأعراض عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين يومين وأسبوعين، وتشمل:
ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة.
فقدان الشهية والخمول العام.
ظهور بثور وتقرحات مؤلمة في الفم واللسان واللثة تعيق تناول الطعام.
تقرحات في الحوافر تسبب العرج وصعوبة الحركة.
انخفاض إنتاج الحليب في الأبقار ونقص وزن الحيوانات المصابة.

الإجراءات الواجب اتباعها داخل المزرعة

لمنع انتشار العدوى والسيطرة على الحالة، يجب اتباع الخطوات التالية:
عزل الحيوانات المصابة فورًا في الجهة القبلية من المزرعة.
تطهير أماكن التربية باستخدام فيركون إس أو بيكربونات الصوديوم.
تعديل النظام الغذائي برفع العلف المركز وتقديم تبن أو ذرة أو برسيم عادي، مع تجنب البرسيم الحجازي.
إضافة بيكربونات الصوديوم إلى مياه الشرب لتقليل الحموضة ومساعدة الحيوان على التعافي.
تقديم العلاج الداعم تحت إشراف الطبيب البيطري، ويشمل:
فلورودوكسي 5MAX كمضاد للالتهاب وخافض حرارة.
رافعات مناعة مثل زيليكسيز أو تراي جلومكس أو سوبر إميون.
لانوكسين لدعم عضلة القلب.
ساليسيليك أسيد لإذابة الجلطات.
فيتامين C لرفع المناعة وتسريع الشفاء.
غسل الحوافر بماء دافئ وملح، ثم رشها بـ جنتيانا بعد وضع بيكربونات الصوديوم بالفم لتقليل التهيج.
استخدام إبرة جديدة لكل حيوان لتجنب نقل العدوى.
إضافة مضاد سموم (سينرتوكس) إلى مياه الشرب.
للحيوانات الممتنعة عن الأكل يمكن تقديم بطاطس مسلوقة أو برتقال كمصدر طاقة وسوائل.

الوقاية والسيطرة

نظرًا لعدم وجود علاج شافٍ للفيروس، تبقى الوقاية هي السلاح الأهم، وتشمل:
الالتزام ببرامج التحصين الدورية.
عزل الحالات المشتبه بها فورًا.
تطهير الأدوات والمعدات باستمرار.
مراقبة القطيع بشكل يومي والإبلاغ عن أي أعراض مبكرًا.
الحد من حركة الحيوانات بين المزارع، خاصة في فترات تفشي المرض.
تمثل الوقاية المبكرة، والتحصين المنتظم، والتطهير المستمر الركائز الأساسية لحماية الثروة الحيوانية من الحمى القلاعية، التي لا تزال تشكل تهديدًا حقيقيًا لقطاع الإنتاج الحيواني في مصر والعالم.
ويبقى وعي المربين والتزامهم بالتعليمات البيطرية هو خط الدفاع الأول للحفاظ على سلامة القطعان واستقرار الأمن الغذائي.

كلمات البحث
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة