تُعد الزرافة من أطول الحيوانات البرية على وجه الأرض، حيث يمكن أن يصل طولها إلى حوالي خمسة أمتار ونصف، ويكون الذكر عادة أطول من الأنثى.
تعيش الزرافات في المناطق العشبية والمشجّرة في جنوب وغرب إفريقيا، وتتميز بطبيعتها الهادئة وتغذيتها على أوراق الأشجار، وخصوصًا شجر الأكاسيا، حيث تستهلك يوميًا ما يصل إلى 63 كيلوغرامًا من الأوراق والأغصان.
رغم طول عنق الزرافة اللافت للنظر والذي قد يصل إلى مترين، فإن عدد فقرات عنقها لا يختلف عن عدد الفقرات لدى الإنسان ومعظم الثدييات الأخرى؛ فهو سبع فقرات فقط.
الفارق يكمن في أن كل فقرة من فقراتها طويلة للغاية، إذ قد يتجاوز طول الواحدة منها 28 سنتيمترًا، مما يمنح العنق طوله الفريد دون الحاجة إلى عدد أكبر من الفقرات.
الزرافة مزودة بلسان طويل يبلغ طوله نحو 30 سنتيمترًا، يساعدها في تناول الطعام وتنظيف أذنيها ورأسها، كما تتميز بشفتين مرنتين تتيحان لها التقاط الأوراق بسهولة. وتُعد من الحيوانات المجترة، أي أنها تعيد مضغ طعامها بعد ابتلاعه.
تستطيع الزرافة البقاء لفترات طويلة دون شرب الماء، حيث تحصل على معظم حاجتها من السوائل من النباتات التي تتغذى عليها. كما تُعرف بقلة نومها، حيث تنام فقط بين 20 دقيقة وساعتين يوميًا.
تمتلك الزرافة قلبًا كبيرًا يزن حوالي 10 كيلوغرامات، ونبضه سريع يصل إلى 150 نبضة في الدقيقة. ويُعد ضغط دمها من الأعلى بين الحيوانات، وذلك لضمان وصول الدم إلى الرأس عبر العنق الطويل.
كما أن سيقانها الطويلة، التي قد تصل إلى مترين، تساعدها على الجري بسرعة قد تبلغ 60 كم في الساعة، ولكن لفترات قصيرة بسبب صغر حجم رئتيها.