أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على تساؤل ورد إلى برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، حول سبب عدم استجابة الدعاء لشخص يقول إنه لم يفعل ذنبًا في حياته ويتساءل: "لماذا لا يستجيب الله لي؟"
وأوضح الشيخ عويضة أن كون الإنسان لم يفعل ذنبًا في حياته نعمة عظيمة بحد ذاتها، تستوجب الفرح والشكر، مشيرًا إلى ما ورد عن أيوب السختياني – أحد كبار الصالحين – إذ قال أحد تلامذته: «صحبت أيوب عشرين عامًا فما علمت أن الملائكة كتبت عليه سيئة واحدة»، مؤكدًا أن حفظ اللسان، وغض البصر، وأكل الحلال، وأداء حق الله – كلها نعم جليلة قد تكون أعظم من قضاء حاجة دنيوية.
وأضاف أمين الفتوى أن عدم استجابة الدعاء ليس دليلًا على الغضب أو البعد عن الله، بل قد يكون نوعًا من الابتلاء أو ادخارًا للثواب والأجر، لأن الله قد يمنع عن عبده أمرًا دنيويًا لحكمة، أو ليعوضه بما هو خير وأبقى.
وأشار الشيخ عويضة إلى أن الدعاء له أربع حالات: قد يُستجاب بنفس ما دعا به العبد، أو يُستجاب له بخيرٍ آخر، أو يُرفع به بلاء، أو يُدَّخر ثوابه للآخرة، مبينًا أن هذه الأخيرة قد تكون أعظمها أجرًا؛ لأن الله يُفرح عبده يوم القيامة بثواب ما أحزنه في الدنيا بعدم القبول.
وأكد أن من أنار الله بصيرته يرى الخير في كل حال، فـ«عدم الاستجابة الظاهرة ليست حرمانًا، بل عطاء في صورة أخرى»، داعيًا الناس إلى شكر الله على حفظهم من الذنوب، والنظر إلى المنع باعتباره وجهًا آخر من الرحمة الإلهية.



