الثلاثاء، 13 جمادى الأولى 1447 ، 04 نوفمبر 2025

أسامة قابيل: إصلاح ذات البين عبادة أعظم من الصلاة والصيام والصدقة

الدكتور أسامة قابيل
الدكتور أسامة قابيل من علماء الأزهر الشريف
أ أ
techno seeds
techno seeds
قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن عبادة إصلاح ذات البين من أعظم العبادات التي حثّ عليها النبي ﷺ، مؤكداً أنها تفوق في الأجر منزلة الصلاة والصيام والصدقة لأنها تحفظ المجتمع من التمزق وتعيد الطمأنينة إلى النفوس.

وأوضح الدكتور قابيل، خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض، ببرنامج "من القلب للقلب"،  المذاع على قناة "mbcmasr2"، اليوم الاثنين، أن النبي ﷺ قال: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة»، مشيراً إلى أن هذا الحديث يكشف عن قيمة الإصلاح كعبادة قلبية وسلوكية تحيي روح الدين في الناس وتزرع الرحمة بينهم.

وأكد أن الشيطان لا يهدأ حتى يوقع الخلاف بين الناس، سواء بين الأزواج أو الأصدقاء أو الزملاء، لأنه يعلم أن العداوة تفسد القلوب وتقطع روابط الإيمان، لذلك جاء الأمر الإلهي الواضح في قوله تعالى: «فاستعذ بالله، إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا».

وبيّن الدكتور قابيل أن إصلاح ذات البين يشمل نوعين: من يسعى للإصلاح بين طرفين لا علاقة له بهما ابتغاء وجه الله، ومن يصلح ما بينه وبين من خاصمه بنفسه، وكلاهما مأجور عند الله ما دامت النية صادقة.

وأضاف أن المصلح الحقيقي يجب أن يكون ذا خبرة، وذا نية طيبة، وكيسًا فطنًا؛ لأن من يتدخل دون حكمة قد يزيد الخلاف سوءًا، كما ينبغي أن يستمع للطرفين بعد أن تهدأ النفوس والغضب، وأن يختار الوقت والأسلوب المناسبين لكلمة الخير.

وشدد الدكتور قابيل على ضرورة العدل في الإصلاح وعدم الميل لطرف على حساب الآخر، قائلاً إن بعض الناس بحسن نية قد يجاملون الطرف الأضعف أو الأقرب إليهم فيظلمون دون قصد، بينما المطلوب هو ما أمر الله به: «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل».

وأكد أن الإصلاح لا يكتمل إلا بردّ الحقوق وإزالة آثار الظلم، موضحاً أن العفو لا يعني التنازل عن الحق، بل الجمع بين العدل والرحمة، ليبقى المجتمع متصالحاً مع نفسه، تسوده المحبة ويزول منه نزغ الشيطان.

اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة