حذّر الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، من التهاون في التعامل مع قضايا الطلاق، مؤكدًا أن بعض المشاهير باتوا يقدمون مشاهد مؤلمة من حياتهم الخاصة أمام الجمهور دون وعي بخطورة تأثيرها على الناس، خاصة فئة الشباب.
وقال قابيل، في تصريحات له، إن الطلاق ليس مجرد قرار عاطفي أو خلاف لحظة غضب، بل هو حدث يترك أثرًا نفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا عميقًا على الأسرة بأكملها، موضحًا أن الانفصال يجب أن يكون آخر الحلول بعد استنفاد كل وسائل الإصلاح والتفاهم.
وأشار العالم الأزهري إلى أن القرآن الكريم وضع للطلاق ضوابط دقيقة تحفظ كرامة الطرفين، مستشهدًا بقوله تعالى: "الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ" (البقرة: 229)، مبينًا أن الإسلام دعا إلى التسريح بالإحسان وعدم التسرع أو استعراض الخلافات أمام الناس.
وأضاف قابيل أن تصرفات المشاهير لا تمر مرور الكرام، فكل كلمة أو تصرف يمكن أن يُقلَّد من متابعيهم، قائلًا: "حين يرى المراهق أو الشاب قدوته يعلن الطلاق في بث مباشر أو لقاء تلفزيوني، فهو يتلقى رسالة ضمنية بأن الطلاق أمر بسيط أو عادي، بينما هو في الحقيقة قرار مصيري يحتاج لتفكير ومسؤولية، وبالتالى ينتشر الطلاق وخراب البيوت".
وأكد أن النبي ﷺ قال: «أفضل الطلاق ما كان على أحسن وجه»، أي أن الإسلام لم يمنع الطلاق، لكنه دعا لأن يكون قرارًا نابعًا من الحكمة والرفق، لا من الغضب أو الرغبة في الانتقام، لافتا إلى أنه مثلما بدأ الزواج بالفرح يجب أن يكون الانفصال بالأخلاق.
وشدد قابيل على أن الطلاق السريع أو العلني لا يمسّ الزوجين فقط، بل يصيب الأبناء باضطرابات نفسية واجتماعية، مشيرًا إلى قوله تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" (النساء: 19)، كقاعدة ذهبية للتعامل الإنساني حتى عند الخلاف.
ودعا المشاهير والعامة على حد سواء إلى التحكم في الانفعال، واحترام قدسية الحياة الزوجية، وعدم تحويلها إلى مادة للعرض أو التسلية، مؤكدًا أن “القدوة ليست فقط في النجاح الفني أو الإعلامي، بل في الوعي والمسؤولية حين يتعلق الأمر بالأسرة والكرامة الإنسانية”.



