أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن الدراما المصرية على مدار عقود طويلة ساهمت في خلق "توقعات غير واقعية" لدى الشباب حول الحياة والزواج، والدراما أثرت سلباً على استقرار الأسرة المصرية وزاد من معدلات الطلاق، وهو ما يتفق مع التصريحات الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتحدث سعيد صادق، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حديث القاهرة"، مع الاعلامية هند الضاوي، على قناة القاهرة والناس، جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية للدكتور صادق، عن الأسباب العميقة لتأثير الدراما على المجتمع، مشيراً إلى أن المشكلة لا تكمن فقط في المحتوى، بل في دوافع الإنتاج التي تستهدف أسواقاً خارجية في المقام الأول.
وأوضح الدكتور سعيد صادق أن الدراما المصرية، خاصة على مدى الـ 60 عاماً الماضية، قدمت صوراً مثالية وغير واقعية للحياة الأسرية، وقال: "الدراما خلقت توقعات غير حقيقية لدى الشباب، فالشاب يعتقد أنه سيتزوج فتاة تشبه "باربي"، ويسكنها في فيلا بحمام سباحة وسيارات وخدم، والفتاة تتوقع الأمر نفسه، وعندما يصطدم الطرفان بالواقع، تحدث المشاكل".
وأوضح الدكتور سعيد صادق أن جوهر المشكلة يكمن في "الإنتاج"، حيث إن صُنّاع المسلسلات لا يستهدفون الجمهور المصري بالأساس، بل يضعون نُصب أعينهم الجمهور في الأسواق الخارجية، خاصةً منطقة الخليج، وأضاف: "المسلسلات والأفلام المصرية هي المنتج الوحيد الذي يتم تصديره بنسبة 100%، والجمهور المستهدف في الخارج، وهو جمهور غني، يريد أن يشاهد حياة الفلل والسيارات الفارهة، ويبتعد عن المشاكل المحلية البحتة".
وأشار سعيد صادق إلى أن هذا التوجه التجاري، المرتبط حالياً بقوة بسوق العقارات، يظهر جلياً في الإعلانات المكثفة للمنتجعات السكنية الفاخرة داخل هذه المسلسلات، مما يرسخ لنمط حياة لا يمت لواقع أغلبية المصريين بصلة.
ونوه الدكتور سعيد صادق عن التأثير الموازي لوسائل التواصل الاجتماعي، التي اعتبرها امتداداً لهذه الظاهرة، حيث قال: "الناس تضع أفضل صورها على فيسبوك بعد تعديلها بـ "الفوتوشوب"، مما يعطي انطباعاً خادعاً بأن الجميع يعيش في جنة، بينما يشعر المشاهد بأنه الوحيد الذي يعاني، وهو ما يخلق مقارنات تؤدي لمشاكل".
وشدد الدكتور صادق على أن الحل يبدأ من "التثقيف الإعلامي" في المناهج التعليمية، لتعليم الأجيال الجديدة كيفية التعامل النقدي مع ما يشاهدونه، وفهم أن ما يُعرض ليس بالضرورة هو الواقع.



