أوضح الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن ما يسمى بـ"الجهاد الرقمي" هو مصطلح خادع تستخدمه الجماعات المتطرفة بهدف نشر الفتن وتجنيد الأتباع وبث الأفكار الهدامة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكّدًا أن تلك الجماعات تمارس حربًا نفسية ممنهجة ضد المجتمع لزعزعة استقراره.
وقال خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، إن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عقد برنامجًا تدريبيًا بعنوان "المداخل والتقنيات الحديثة للكشف عن الجريمة ومكافحتها"، بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية، موضحًا أن البرنامج يستهدف تأهيل الكوادر العاملة في مجال مكافحة الجريمة، من خلال محاور متخصصة تتناول قضايا الإرهاب والجريمة المنظمة.
وأشار أمين الفتوى إلى أن دار الإفتاء تمتلك مراكز بحثية متخصصة لرصد وتحليل الفكر المتطرف، من أبرزها مركز سلام لدراسة التطرف، الذي يعنى بتحليل المقولات التكفيرية والمفاهيم المنحرفة التي تروجها الجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى أن من أخطر ما يروج له المتطرفون هو التوسع في التكفير واستباحة الدماء وشيطنة الأوطان.
وبيّن أن ما يعرف بـ"الجهاد الرقمي" يعد أداة خطيرة في تجنيد الشباب عبر الإنترنت، حيث تبدأ الدعاوى المتطرفة بنشر أفكار منحرفة أو مواد مضللة، ثم تتحول لاحقًا إلى دعوات للعنف والقتل تحت شعارات دينية زائفة، مشددًا على أن الجماعات الإرهابية تفسر النصوص الشرعية خارج سياقها لتبرير جرائمها.
وأكد الشيخ هشام أن الجهاد في الإسلام له ضوابط شرعية صارمة، لا يكون إلا بإذن ولي الأمر وردًّا للعدوان، موضحًا أن النبي ﷺ نهى عن قتل النساء والأطفال وقطع الأشجار، ليؤكد أن القتال في الإسلام منضبط بالرحمة والعدل وليس أداة للفوضى أو الهدم.
وأكد أمين الفتوى، على أهمية تعزيز الوعي الرقمي والفكري لدى الشباب، محذرًا من ترك فراغ فكري يمكن أن تستغله الجماعات المنحرفة، وداعيًا إلى ضرورة فتح قنوات حوار مستمر مع الأجيال الجديدة، مشيرًا إلى أن مؤسسات الدولة الدينية — وعلى رأسها دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف — تقوم بدور رائد في هذا المجال.