شهد قصر ثقافة العمال بشبرا الخيمة، مساء اليوم، لقاءً توعويًا ضمن فعاليات اليوم الثالث من الملتقى الثقافي الثاني والعشرين لشباب المحافظات الحدودية، الذي يُقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، تحت شعار "يهمنا الإنسان".
جاء اللقاء في إطار مشروع "أهل مصر" للشباب، وشارك فيه الدكتور محمد مصطفى، عضو اللجنة العليا لمرصد مكافحة الإدمان والمشرف العام على تحليل المخدرات بالجهاز الإداري للدولة، والدكتورة مروة صبري، منسقة برنامج معالجة الإدمان بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، بحضور أحمد يسري، مدير عام الإدارة العامة للشباب والعمال، والمدير التنفيذي للمشروع.
دارت فعاليات اللقاء في أجواء تفاعلية مع الشباب، وبدأ الدكتور محمد مصطفى حديثه بسؤال مفتوح حول دوافع تعاطي المخدرات، مشيرًا إلى أنها تطورت عبر السنوات، فأصبحت اليوم ترتبط بالاكتئاب، وضغوط الحياة، والرغبة في التركيز، بعد أن كانت قديمًا ناتجة عن الفضول أو محاولة تحسين الحالة المزاجية.
وأكد مصطفى أن إدمان المواد المخدرة هو الأخطر بين أنواع الإدمان، لما له من آثار نفسية وجسدية خطيرة، تتطلب علاجًا تدريجيًا وبيئة داعمة، محذرًا من الشائعات التي تروج لفكرة أن "المخدرات طبيعية وآمنة"، مشيرًا إلى مثال نبات القنب الذي تحول من استخدام صناعي إلى مادة مخدرة ضارة.
كما نبه إلى أهمية الالتزام بالعلاج وتفهم أعراض الانسحاب، والتي قد تكون نفسية عنيفة مثل الشك، والتوتر.
من جانبها، استعرضت الدكتورة مروة صبري جهود صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لرئاسة مجلس الوزراء، والذي يعمل على الجانب الوقائي والتوعوي من خلال حملات ميدانية في المدارس والجامعات وأماكن العمل، إلى جانب تقديم خدمات علاجية مجانية وسرية عبر الخط الساخن، في أكثر من 30 مركزًا متخصصًا.
وشددت على أن نجاح العلاج يعتمد على إرادة المتعاطي ودعمه المجتمعي، مشيدة بدور شبكة المتطوعين في دعم المتعافين وإعادة دمجهم في الحياة.
وتطرقت النقاشات إلى الإدمان السلوكي، مثل إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشار المخرج عمرو حمزة في مداخلة له إلى أن الإدمان لا يؤذي الشخص فقط، بل يمتد أثره السلبي إلى من حوله، وقد يؤدي إلى جرائم أو حوادث، مثل القيادة تحت تأثير المخدرات.
وفي ختام اللقاء، شدد المدير التنفيذي للمشروع على أهمية مثل هذه اللقاءات التوعوية التي تنظمها قصور الثقافة، ضمن استراتيجية وزارة الثقافة لتعزيز وعي الشباب، ودعم المتعافين من الإدمان وإعادة دمجهم في المجتمع.
تُنفذ فعاليات "الملتقى الثقافي الثاني والعشرين لشباب المحافظات الحدودية" من خلال الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، وتستمر حتى 3 أغسطس الجاري بمشاركة أكثر من 120 شابًا وفتاة من المحافظات الحدودية الست (شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر، الوادي الجديد، مطروح، أسوان)، إلى جانب شباب المحافظة المضيفة.
ويشمل البرنامج 12 ورشة فنية وحرفية، ولقاءات تثقيفية، وأنشطة ثقافية وترفيهية متنوعة، من بينها دوري ثقافي ورياضي، حضور عرض مسرحي، عروض السيرك القومي، وجولات ثقافية في القاهرة، بهدف تعزيز التبادل الثقافي، ودعم القيم الوطنية والانتماء.
