قال الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء الأزهر الشريف، إنّ حديث النبي ﷺ في موقفه مع أسامة بن زيد رضي الله عنهما يُعدّ حدًّا فاصلًا بين ما هو لنا نحن كبشر وما هو لله سبحانه وتعالى، موضحًا أنّ هناك أمورًا لا يجوز تجاوزها أو التحدث فيها، ومنها النيات وما في القلوب، فهي أمر لا يطّلع عليه إلا الله تعالى.
وأضاف الدكتور أيمن، خلال لقائه مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أنّ الظاهر لنا والباطن لله، فـ"نوايا الناس لا تُفتَّش، ولا يُتحدَّث عنها، ولا يُحكم عليها"، لأن الإخلاص ـ كما قال العلماء ـ "لا يطلع عليه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، لأنه في القلب"، مشيرًا إلى أنّ ما في القلب سرّ بين العبد وربّه.
وأوضح أنّ النبي ﷺ عاتب أسامة بشدة حين قتل رجلًا قال "لا إله إلا الله"، قائلًا له: «أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟!»، فكان الضابط عند النبي هو الكلمة الظاهرة التي نطق بها الرجل، لا ما في باطنه أو نيته، لأنّ الحكم في الدنيا على الظاهر، وأما الباطن فحسابه على الله يوم القيامة.
وأشار إلى أنّ النبي ﷺ بيّن هذا المبدأ مرة أخرى عندما جاءه رجل من الأنصار يطلب الإذن في قتل رجل عُرف بنفاقه، فقال له النبي ﷺ: «أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟»، فقال: بلى، ولكن لا شهادة له. فقال النبي ﷺ: «أليس يصلي؟»، قال: بلى، ولكن لا صلاة له. فقال النبي ﷺ: «فهؤلاء الذين نُهينا أن نقتلهم»، مؤكدًا أن الحكم لا يكون بالنوايا ولا بالظنون.
وأكد الدكتور أيمن أبو عمر، على أنّ الرسول ﷺ لم يُؤمر أن يشق عن قلوب الناس أو ينقّب عمّا فيها، بل علّمنا أن نحكم بما نراه من ظاهر القول والعمل، أما ما في الباطن فهو إلى الله وحده.



